قالت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً إن هجوماً للحوثيين ليل الخميس على منطقة الضباب شرقي مدينة تعز أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 جنود وإصابة سبعة آخرين في محاولة للسيطرة على المنطقة لقطع الشريان الوحيد الذي يربط مدينة تعز المحاصرة بمحافظة عدن في هجوم هو الأعنف منذ بدء سريان الهدنة الأممية .
ورداً على الهجوم الذي استمر قرابة 10 ساعات قالت الحكومة إنها علقت مشاركتها في المحادثات الجارية بوساطة الأمم المتحدة في عمان والتي تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار ومعالجة الانتهاكات حيث يعد حصار تعز جزءا من الحرب الأهلية الوحشية في اليمن منذ عام 2014 عندما استولى الحوثيون على صنعاء وجزء كبير من شمال اليمن وأجبروا الحكومة على النزوح .
من جانبه أعرب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جروندبرج أمس الثلاثاء عن أسفه لما يجري في تعز ، مؤكدا أنه يبذل جهوداً كبيرة لإيقاف الدماء. ومشيراً إلى إن الأولوية لديه إيقاف الاقتتال في تعز والالتزام بالهدنة وفتح المعابر لتنعم بالأمن والأمان والاستقرار ويوفر لمواطنيها احتياجاتهم .
وبعد استمرار الانتهاكات الحوثية للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية طالبت 16 جماعة حقوقية بإنهاء الحصار الحوثي لـ"تعز" في الوقت الذي قالت فيه الحكومة المعترف بها دوليا إن هجوما للمتمردين خلال الليل أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 10 جنود .
وفي هذا الصدد قال مايكل بيج نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش "لقد أجبرت قيود الحوثيين المدنيين على استخدام طرق جبلية خطرة وسيئة الصيانة وهي الحلقة الوحيدة بين سكان مدينة تعز المحاصرين وبقية العالم".
وقالت المنظمات الحقوقية بما في ذلك هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية في بيان مشترك : إن حصار الحوثيين على تعز قيد بشدة حرية الحركة وعرقل تدفق السلع الأساسية والأدوية والمساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة .
وقال البيان المشترك : "إن نقاط التفتيش التي يقودها الحوثيون منعت السكان من إحضار المواد الأساسية مثل الفاكهة والخضروات وغاز الطهي وحزم غسيل الكلى وأسطوانات الأكسجين" ، وأضاف أنهم "صادروا بشكل غير قانوني بعض هذه الأشياء، بينما قالت رضية المتوكل، رئيسة مواطنة لحقوق الإنسان، "إن حصار تعز لم يعد أكثر من ورقة على طاولة المفاوضات".
وأكدت شبكة "فويس أوف أميركا" فى تقرير لها أن الميليشيات الحوثية فرضت حصاراً على مدينة تعز التي تسيطر عليها الحكومة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه منذ شهر مارس من عام 2016 والمدينة الجنوبية الغربية هي ملتقى طريقين سريعين مهمين وهما طريق شرقي غربي يؤدي إلى مدينة المخا الساحلية على البحر الأحمر وأخرى بين الشمال والجنوب إلى صنعاء عبر محافظتي ذمار وإب .
وقالت الشبكة الأميركية في تقريرها أن عدة جولات من المفاوضات التي تيسرها الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان فشلت في التوصل إلى اتفاق لتخفيف حصار الحوثيين على تعز في يوليو ورفض المتمردون اقتراحا للأمم المتحدة بإعادة فتح تدريجي لطرق تعز وفقًا لبعثة الأمم المتحدة في اليمن .
ويرى محللون أن إعادة فتح طرق تعز ومحافظات أخرى يعد جزءا من الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا والتي دخلت حيز التنفيذ في البداية في أوائل إبريل وتم تمديدها للمرة الثانية حتى أوائل أكتوبر وأبلغ الجانبان عن انتهاكات لوقف إطلاق النار لكن الهدنة كانت أطول فترة هدوء للقتال في حرب اليمن وهي الآن في عامها الثامن .
0 Comments: