كشف أكاديميون وكتاب عن الترابط القوي بين جماعة الإخوان في اليمن ومليشيات الحوثي وسعيهم لنهب ثروات البلاد حيث يعمل التنظيمان بوضوح على بناء "دولة التنظيم" وليس دولة الشعب أو الأمة إنطلاقا من وحدة الروابط القكرية والمنهجية بينهما .
وفى هذا الإطار قال أحد الكتاب أن ظهور الدولة اليمنية الحديثة في 26 سبتمبر 1962 ومشاركة إخوان اليمن في السلطة عن طريق شخصيات قيادية على رأسهم عبدالله محسن الأحمر الذي أقر واعترف في مذكراته المنشورة أن حزب الإصلاح هو امتداد لحركة الإخوان في داخل المحافظات الشمالية باليمن .
ولفت إلى أن "ما حدث باليمن يختلف كثيرا عما حدث في مصر وتونس وكل مكان لأن هناك امتدادا أعمق للإخوان في اليمن لذا كان لهذا الطرف بعد وفاة عبدالله محسن الأحمر فكرة الانفراد بالسلطة وهذه الفكرة لم تأت من فراغ" ، وأكد أن "التنظيم الدولي للإخوان كلف إخوان اليمن بتشكيل الوطن البديل وهذا ما تم في المؤتمر الوطني الإسلامي في الخرطوم عام 1991 وما نتج عنه بحيث يكون فرع إخوان اليمن نقطة ربط".
وأوضح أن "حزب الإصلاح مازال مكلفا بأن يكون اليمن هو الوطن البديل وعندما حدثت ثورة 30 يونيو في مصر وتم إسقاط الإخوان في مصر حدث اجتماع مهم ما بين قيادات التنظيم العالمي للإخوان وضم الحرس الثوري وكان رد التنظيم هو أن يكون اليمن بؤرة لاستنزاف دولة الإمارات والسعودية لدعمهما مصر بعد إسقاط حكم الإخوان".
وفي الجنوب حاول حزب الإصلاح السيطرة من خلال السلطة الشرعية في 2015 عندما هاجم الحوثيون عدن هربواو وعندما أعيدوا بعد التحرير ركزوا على إقامة معسكرات والسيطرة على الوزارات وأرادوا إزاحة الجنوبين حتى تم تشكيل المجلس الرئاسي الحالي الذى بدأ في إبعاد الإخوان وهيمنتهم على الدولة فاتخذ الإخوان القرار بالتمرد وإرسال رسالة بأن المجلس أضعف منهم واصطفوا مع الحوثيين لأن هناك عدوا مشتركا هو مجلس القيادة الرئاسي .
ومن جانبه عقب الكاتب هاني مسهور على الانتفاضة الشبوانية التي تصدت للإخوان، قائلا: "إن ما حدث بعد تشكيل المجلس الرئاسي هو التحول الأهم في تاريخ اليمن الحديث، وهذا التشكيل الحالي، وهذه المرة الأولى يتم استبعاد الجناح الأقوى للإخوان في اليمن (جناح علي محسن الأحمر)، لذلك المعادلة تغيرت والإخوان ما زالوا واقعين تحت الصدمة".
وأضاف: "بعد استبعادهم من المعادلة السياسية والعسكرية في اليمن أعاد الإخوان كل الحسابات بشكل مختلف بالإضافة إلى صعود قوة جديدة في المشهد وهي القوة الجنوبية" وقال : "حزب الإصلاح لا يمكن التنبؤ بما هو مقدم عليه هو يريد إضعاف المجلس الرئاسي ونحن أمام سيناريو تحالفات مع الحوثيين وقد يتم شن هجمات إرهابية وسيحاولون تشويه المجلس الرئاسي".
وأكد في النهاية أن "المجلس لن يرضخ للإخوان، وأن اتفاق الرياض في طريقه للتنفيذ وهو أول خطوة لحل مشكلة البلاد" ، وأشار إلى أن "تنظيم الإخوان يتعرض لهجوم كبير، وفقد شعبيته والسلطة التي كانت تساعده على الهيمنة، وفي طريقة للأفول والنهاية".
0 Comments: