شنت ميليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن أمس الجمعة هجوماً بطائرتين مسيرتين على ميناء الضبة النفطي في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت جنوبي شرق البلاد بعد نحو أسبوعين من التهديدات التي أطلقتها الميليشيا عشية انتهاء الهدنة باستهداف شركات النفط والملاحة الدولية .
وأكد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي في تصريح مصور أن مسيرتين مفخختين حوثيتين استهدفتا ميناء الضبة النفطي شرق المكلا وأوضح أن الميليشيا الحوثية أطلقت مسيرتين مفخختين لاستهداف ميناء الضبة النفطي وذلك بالتزامن مع وصول الباخرة الخاصة بنقل شحنات النفط الخام من الميناء ، مشيرا إلى أنه تم إسقاط مسيرة حوثية ولم تقع أي أضرار بشرية أو مادية في هذا الهجوم ولافتا إلى أن انطلاق الهجوم الحوثي كان من منطقة بين مأرب والجوف وأكد اتخاذ إجراءات مع الحكومة ودول التحالف لمنع مثل هذه الحوادث .
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن الحكومة اليمنية تدين وتستنكر محاولة استهداف جماعة الحوثي ميناء الضبة بمحافظة حضرموت بمسيرتين إيرانيتي الصنع ، مشيراً إلى أن الهجوم يؤكد دور جماعة الحوثي في تقويض جهود التهدئة وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية .
وأضاف الإرياني أن هذه المحاولة جاءت بعد إعلان جماعة الحوثي البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب منطقة عمليات عسكرية وتهديدها باستهداف المنشآت النفطية والسفن التجارية وناقلات النفط ، وتابع أن هذا الهجوم يمثل تصعيدا خطيرا ويؤكد استمرار النظام الإيراني في استخدام جماعة الحوثي "كأداة قذرة لزعزعة الأمن والاستقرار وتصدير الفوضى والإرهاب لليمن والمنطقة وتهديد خطوط الملاحة وأمن الطاقة".
وأشار إلى أن هجوم جماعة الحوثي على ميناء الضبة أحد أهم الموانئ اليمنية يمثل توسيعا لنطاق هجماتها لتشمل المنشآت الحيوية التي ظلت طيلة ثمانية أعوام خارج دائرة الحرب ، ودعا الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة لإدانة ما وصفه بالتصعيد الخطير والقيام بمسئولياتهم القانونية في التصدي للأنشطة التي يمارسها نظام طهران "وأداته الحوثية"، مشيرا إلى أن الهجمات تؤكد أن النظام الإيراني هو "الراعي الرسمي للإرهاب" في المنطقة والعالم .
وتعثرت مساعي الأمم المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لتجديد وتوسيع الهدنة التي انقضت مطلع الشهر الجاري بسبب فرض ميليشيا الحوثي مطالب إضافية وصفت بأنها غير مقبولة ، فيما قالت الحكومة اليمنية إن كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم الإرهابي الحوثي وطالبت كافة الدول باتخاذ إجراءات صارمة وقوية لإدانة هذا العمل الإرهابي والنظام الإيراني المارق الذي يقف خلفه .
وحذرت الحكومة في بيان أنه في حال لم يتم العمل بشكل قوي وصارم لإدانة وتلافي تكرار هذا السلوك والفعل الإرهابي، فسيؤدي ذلك إلى آثار سلبية على عملية السلام في اليمن وعلى إمدادات واستقرار سوق الطاقة العالمي وأوضحت أن الهجمات الإرهابية الحوثية تشير بوضوح إلى إصرار الميليشيا الإرهابية على تدشين مرحلة أكثر إجراما من الحرب وأشد وقعا على الأزمة الإنسانية في اليمن وأكثر اضطرابا في أمن الملاحة الدولية .
من جانبه أدان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم السبت الهجوم الحوثي وقال أن التصعيد الحوثي الخطير في هذا التوقيت يمثل استهتارا وتحديا للجهود الدولية والإقليمية الحثيثة الرامية إلى تجديد تمديد الهدنة في اليمن وأنه يكشف مجدداً وجه الحركة الحوثية الحقيقي .
وشدد على أن استهداف جماعة الحوثي للموانئ النفطية تحت أي مبرر سيزيد من تدهور الوضع الانساني في اليمن ومن شأنه أن يسبب تلوثا للبيئة البحرية على مساحات واسعة ، وناشد المتحدث الأطراف الدولية المعنية الاستمرار في الوفاء بالالتزامات الإنسانية وسد فجوة التمويل الإنساني في اليمن واستمرار جهود إزالة الألغام الأرضية والأصناف الأخرى من المتفجرات التي تخلف ضحايا يومياً .
0 Comments: