أثيرت تساؤلات حول مستقبل تنظيم الإخوان الذي تصنفه السلطات المصرية إرهابياً عقب رحيل إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الجماعة الذي قاد جبهة لندن في مواجهة قوية مع جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم وتيار التغيير الذي أسسه في السابق محمد كمال مؤسس الجناح المسلح للإخوان .
وكعادتهم لم يحترم الإخوان هيبة الموت فمنذ وفاة إبراهيم منير شنت الجبهة المضادة التي يقودها محمود حسين من تركيا هجوما لاستعادة السيطرة على التنظيم وأصدرت بيانا لنعي منير تجاهلت فيه الإشارة إلى منصبه الذي أعلنت من جانبها عزله منه العام الماضي واكتفت بوصف منير بلقب "فضيلة الأستاذ" ، مشيرة إلى أنه تولى عدة مناصب منها أمين عام التنظيم الدولي وموقع نائب المرشد العام للجماعة والقائم بأعماله في إشارة ضمنية لفصله منها .
وقد رحل منير يوم الجمعة عن عمر ناهز 85 عاماً في لندن وأكد تنظيم الإخوان في بيان له أن منير كان من أبرز رجال الدعوة ، وكان منير أعلن في وقت سابق حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا ، كما شكل هيئة عليا بديلة عن مكتب إرشاد الإخوان ، وأيضاً شكل مجلس شورى جديد وأعفى أعضاء شورى إسطنبول ومنهم محمود حسين، من مناصبهم .
ويرى باحثون فى الإسلام السياسي والإرهاب أن وفاة إبراهيم منير سوف تعزز الصراع والانقسامات داخل التنظيم إلى حد كبير وسيصعب احتواؤها خاصة أن الشخصيات المرشحة لخلافة منير ليست بالقوة التنظيمية التي يملكها منير ، وفي المقابل تقف مجموعة إسطنبول بقيادة محمود حسين متأهبة لانتهاز الفرصة لتنفرد بالسلطة والسيطرة على مصادر التمويل وزمام الأمور داخل الجماعة .
وقال الباحثون إن تنظيم الإخوان أمامه 3 سيناريوهات بعد رحيل منير الأول هو أن تختار جبهة لندن بديلاً عن منير والثاني هو حدوث فوضى في جبهة لندن للصراع على منصبه وهو ما يخدم جبهة إسطنبول ، والثالث هو استمرار الانقسامات داخل التنظيم والتعامل مع 3 جبهات: لندن و إسطنبول و تيار التغيير .
في السياق ذاته أكد مراقبون أن وفاة منير سبب رئيسي في خروج جبهة لندن من الصراع على القيادة داخل التنظيم الإرهابي خاصة في ظل عدم قدرة باقي أعضاء المجموعة وعلى رأسهم محمود الإبياري وجمال حشمت وحلمي الجزار على إدارة الجبهة نفسها وليس الجماعة ككل ، فضلاً عن استئثار جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين بغالبية ملفات الجماعة وشركاتها واستثماراتها ومنصاتها الإعلامية .
وينحصر الصراع الآن بين جبهة حسين والتيار الثالث الذي أطلق على نفسه تيار التغيير ويضم مجموعة من قيادات حركة "حسم" واللجان النوعية المسلحة المعروفين بولائهم للقيادي السابق محمد كمال الذي تمّت تصفيته في اشتباكات مع قوات الأمن المصرية في أكتوبر من عام 2016 .
كما أن الصراع في النهاية سيحسم لصالح جبهة حسين وقد يلجأ أعضاء جبهة لندن للانضواء تحت ولاية جبهة إسطنبول أو الخروج نهائياً من الجماعة ، بينما سيعتمد التيار الثالث في تواجده على انتهاج العنف لتأجيج الصراع المسلح وباسم الجماعة ضد السلطة في مصر .
وكان الانشقاق قد بدأ رسمياً في ديسمبر2021 مع إعلان "جبهة إسطنبول" إعفاء إبراهيم منير من مهام القائم بعمل المرشد العام للجماعة وتكليف مصطفى طلبة بالقيام بمهامه قبل أن يظهر مؤخراً تيار ثالث يصارع على قيادة الجماعة ينتمي لـ"جبهة الكماليين" نسبة لمحمد كمال القيادي الإخواني الذي قتل في اشتباكات مع قوات الأمن عام 2016 وكان يتولى قيادة اللجان المسلحة للإخوان .
0 Comments: