نزل عشرات الأشخاص أمس الجمعة إلى الشارع في جنوب شرقي إيران الذي يشهد توتراً على ما أظهرت تسجيلات مصورة نشرتها مجموعات حقوقية في وقت تدخل موجة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني شهرها الرابع .
وهتف متظاهرون في زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان «الموت للديكتاتور»، قاصدين بذلك المرشد علي خامنئي حسبما يظهر في فيديو نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو ، وأظهرت صور أخرى من زاهدان حشوداً من الرجال بعضهم يرفع لافتات كتبت عليها شعارات منددة بالنظام ومجموعة من النساء بلباس أسود يسرن في شارع مجاور على ما يبدو ويطلقن بدورهن هتافات حسب وكالة الصحافة الفرنسية .
سيستان بلوشستان التي تقع على الحدود الجنوبية الشرقية لإيران مع أفغانستان وباكستان وتضم أقلية البلوش العرقية كانت مسرحاً لأعمال عنف دامية متكررة حتى قبل اندلاع الاحتجاجات في أنحاء البلاد ، وكثيراً ما اشتكت أقلية البلوش من التمييز في المحافظة ذات الغالبية السنية.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) ومقرها في الولايات المتحدة إن المئات تظاهروا بعد صلاة الجمعة في زاهدان التي شهدت مظاهرات أسبوعية منذ مقتل 90 شخصاً على أيدي قوات الأمن في المدينة في 30 سبتمبر الذي بات يعرف في أوساط الناشطين بيوم الجمعة الدامي .
وانفجرت أعمال العنف تلك بعد الاغتصاب المفترض لشابة تبلغ 15 عاماً، من قبل قائد في الشرطة بمدينة شهبهار الساحلية في المحافظة ، ويشير محللون إلى أن تحرك البلوش مستلهم من الاحتجاجات المرتبطة بوفاة مهسا أميني التي بدأت للمطالبة بحقوق المرأة قبل أن يتسع نطاقها لاحقاً لتشمل مطالب أخرى .
وقتل رجل الأسبوع الماضي بعد خطفه من مسجده في بلدة خاش بمحافظة سيستان بلوشستان. وقال مدعي عام زاهدان مهدي شمس عبادي، يوم الثلاثاء، إن قتلة رجل الدين عبد الواحد ريكي اعتقلوا، واتهمهم بالسعي لإثارة الإضرابات بين الأقلية السنية في إيران.
وحسب أحدث حصيلة أوردتها منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج في السابع من ديسمبر الحالي قتل 458 شخصاً على الأقل في حملة قمع المظاهرات التي تشهدها إيران لكن مصادر أخرى تضع الرقم الحقيقي فوق 500 قتيل ، كما أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران في الثالث من ديسمبر أن أكثر من 200 شخص قتلوا في أعمال العنف بينهم عناصر أمن .
وتشير الأمم المتحدة إلى أن حصيلة الموقوفين بلغت 14 ألفاً على الأقل. وأعلن القضاء الإيراني أنه أصدر 11 حكماً بالإعدام على صلة بالاحتجاجات ، والأسبوع الماضي نفذ حكمان بالإعدام شنقاً بحق محسن شكاري وماجد رضا رهنورد وكلاهما في الثالثة والعشرين وكانا أول شخصين يحكم عليهما بالإعدام على خلفية الاحتجاجات ، علماً بأن الأخير شُنق على رافعة في مكان عام لا في السجن مما أثار غضباً عارماً .
وقالت منظمة العفو الدولية أمس الجمعة إن 26 شخصاً على الأقل يواجهون خطر الإعدام في اتهامات على صلة بالاحتجاجات ، وبحسب المنظمة الحقوقية ومقرها في لندن فإن إيران تأتي في مقدمة الدول من حيث عدد الأشخاص الذين يتم إعدامهم سنوياً .
وتشهد إيران موجة احتجاجات منذ 16 سبتمبر في أعقاب وفاة أميني الشابة الإيرانية الكردية البالغة 22 عاماً بينما كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق بتهمة مخالفة قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها طهران على النساء ويقول مسؤولون إيرانيون إن المئات قتلوا جراء العنف في الشوارع بينهم عشرات من قوات الأمن ، إضافة إلى اعتقال الآلاف مما أدى إلى إدانات دولية وفرض عقوبات وإخراج إيران يوم الأربعاء من هيئة الأمم المتحدة المعنية بحقوق المرأة .
0 Comments: