السبت، 29 أبريل 2023

إخوان السودان يدعون لتصعيد الحرب الأهلية

أتباع البشير ينفخون فى نيران الحرب

توعد عدد من أنصار نظام الرئيس المعزول عمر البشير من الإسلاميين بنشر الفوضى في السودان لقطع الطريق أمام أي اتفاق تتأسس بموجبه حكومة مدنية مما يهدد بتفكك تمكينهم من مفاصل الدولة التي حكموها 30 عاماً ويقطع الطريق أمام عودتهم للحكم مجدداً .

وشن هؤلاء حملة تحريض واسعة لإشعال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وما إن اشتعلت الحرب بالفعل ظلوا يطالبون باستمرارها وعدم التفاوض مع الدعم السريع حتى دحره والتخلص منه تماماً بل أصدر أحد خطبائهم فتوى بقتل المدنيين المعارضين لاستمرار الحرب .

وسرعان ما استبدل أنصار حزب المؤتمر الوطني المنحل الذي يتزعمه البشير بشعار الجهاد القديم الذي كانوا يستخدمونه لتصفية خصومهم السياسيين باعتبارهم خارجين عن المِلة وضد الإسلام شعاراً جديداً يقوم على فكرة دعم الجيش الوطني وتخوين كل من ينادي بوقف الحرب ووصفه بالعمالة للسفارات وغيرها تمهيداً لتصفيتهم باعتبارهم مناصرين لقوات الدعم السريع .

وتستهدف حملة الترهيب والتخوين والتشويه والتخويف التي يشنها عدد من الإسلاميين قادة القوى المدنية التي أسقطت نظامهم بالثورة الشعبية في أبريل 2019 وعلى رأسها تحالف الحرية والتغيير الذي قاد الثورة وما زال يطالب بالتحول إلى الحكم المدني الديمقراطي والتخلص من سيطرة أتباع البشير على مؤسسات الدولة.

وتتهم القوى المدنية أنصار البشير من الإسلاميين بالتحريض على الحرب وعلى استمرارها لكن الاتهام تأكد بعد فرار قادتهم من السجن وتصريحات نائب البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية أحمد محمد هارون وإعلانه فور فراره من السجن موقفاً مناوئاً لوقف الحرب ودعوته أتباعهم للاصطفاف مع الجيش في الحرب بينه وبين قوات الدعم السريع . 

ونقل مقطع مصور للداعية الإسلامي المتشدد عبد الحي يوسف دعا فيه لقتل المدنيين وقادة الأحزاب وبرر فيه قتل المدنيين أثناء القصف الجوي ، كما دعا لما سماه ترتيبات إدارية تحكم بتفريقهم عبر قتلهم أو إسقاط الجنسية عنهم باعتبارهم خونة . 

ونشطت حملة أنصار البشير والإسلاميين بعد توقيع الاتفاق الإطاري السياسي بين كل من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي» في 5 ديسمبر  2022 مباشرة وشنّوا حملة تحريض ضخمة ضد هذا الاتفاق الذي يقضي بتسليم السلطة للمدنيين وعودة العسكريين إلى ثكناتهم وتصفية سيطرة الإسلاميين على مؤسسات الدولة.

وفي وسائط التواصل الاجتماعي تنشط حملات تحريض ضد وقف الحرب بل تدعو لاستمرارها حتى فناء قوات الدعم السريع وتتهم المعارضين بالخيانة وتدعو لرصد كل من لا يقف مع الجيش باعتباره خائناً وعميلاً بل بعضهم اعتبر حتى موافقة قيادة الجيش على هدنة مؤقتة أو قبول مبدأ التفاوض تراجعاً مهيناً .

وتشير كل التحليلات والوقائع إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وأنصار البشير يعتبرون الحرب الدائرة هي معركتهم الأخيرة والتي يلقون فيها بكل أسلحتهم مما يجعل سيناريو الحرب هو الوحيد الذي يرونه متاحاً أمام بقائهم إذ لا خيار آخر يملكونه في مواجهة الرفض الشعبي الواسع لعودتهم إلى الحكم مرة أخرى .

0 Comments: