باءت محاولات إخوان تونس المتواصلة، في بث الفوضى وتأليب الرأي العام وحشد الدعم الدولي وتجييش التونسيين ضد الرئيس قيس سعيّد، بالفشل؛ ما دفعهم إلى ضخ شائعات حول شغور منصب الرئاسة في تونس ومرض الرئيس وعجزه عن إدارة شؤون البلاد، بعد غيابه عن أي نشاط رسمي أو ميداني لأكثر من أسبوع، وهي مساعٍ متكررة، وَفق مراقبين، ضمن محاولاتهم لإرباك مسار سعيّد الذي انطلق منذ 25 يوليو 2021 وبات يهدد وجودهم السياسي.
ضمن سلسلة الشائعات، زعم رفيق عبدالسلام، وزير الخارجية الأسبق وصهر زعيم حركة النهضة الإخوانية، أن “الرئيس يرقد في المستشفى العسكري، وأن قصر قرطاج خاوٍ على عروشه إلا من الأمن الرئاسي.
وبعد غيابه، ظهر الرئيس قيس سعيد في لقاءين؛ الأول مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، والثاني مع وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج نبيل عمر، بمقر الرئاسة في قصر قرطاج، وتوعد مروجي الشائعات التي بلغت درجة من الجنون لم تعرفها تونس من قبل وقال إن مطلقيها “لا يفرقون بين حالة الشغور وغيرها؛ لأن هدفهم إحداث حالة الشغور”، وأضاف أن “الترويج لذلك يهدد السلم الأهلي".
وأمرت النيابة العامة بإجراء تتبعات جزائية ضد كل الأشخاص والصفحات التي تقف وراء نشر الأخبار الزائفة التي من شأنها الإضرار بسلامة الأمن العام للبلاد واستقراره، والتسبب في بث الفتنة والتحريض على إحداث الفوضى والاضطرابات واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.
ويرى محللون إن فشل الخصوم السياسيين للرئيس قيس سعيد في إثنائه عن مواصلة مسار 25 يوليو 2021، وفي حشد دعم دولي للضغط عليه للتراجع عن كل الخيارات المتبعة، دفعهم إلى محاولة خلق الفوضى في تونس، والدفع نحو أزمة دستورية جديدة من خلال افتعال أخبار توحي بوجود حالة فراغ في رئاسة الجمهورية، ووصل الأمر إلى الحديث عن الفصول الدستورية التي يتم اعتمادها بعد تسجيل حالة شغور.
وأضافت التحليلات أن التونسيون اكتشفوا أن الدعايات والشائعات والمغالطات التي يروجها الإخوان، ليست سوى استهداف ومحاولة لخلق الأزمة، وهي حيل قديمة يتم من خلالها استهداف طرف آخر بغاية التشويش عليه أو وضعه في طريق خطأ لفهم واقع معيَّن أو اتخاذ موقف محدد من سلطة أو توجه، وهو دائماً ضمن خدمة إستراتيجية معينة هدفها الوصول إلى غاية.
وتابعت أن الشائعات التي بثها إخوان تونس وأذرعهم؛ إثر غياب الحضور المباشر للرئيس الذي تعود عليه التونسيون من خلال صفحة رئاسة الجمهورية على شبكة فيسبوك، هدفها كان واضحاً؛ وهو إسقاط هذا النظام، وهم لا يخفون ذلك، والأكيد أنهم يكذبون، وهو ما كشفها الرئيس التونسي بنفسه ورد عليها.
ولفتت أن الكذب قاعدة من قواعد العقيدة الإخوانية التي تفتي بجواز الكذب ؛ من العادي نشر خبر عارٍ من أية صحة بخصوص الرئيس قيس سعيد، بهدف إقناع المتلقي بأكاذيب، ودفعه إلى تصديقها وبناء مواقفه عليها وحتى قراراته وردود أفعاله، وهي تستغل هذه الشائعات لتقديم نفسها في صورة المنقذ والبديل والوطني والغيور على مصلحة البلاد، بعد أن أفلست سياسياً ولم تعد لها أية شعبية تُذكر، وحاولت تأليب الرأي العام وإقناعه بخطورة الوضع على الرغم من أنهم تسببوا في الوضع المتأزم الذي آلت إليه البلاد الآن كوسيلة وطريق للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم، لقلب الواقع وتأجيج الرأي العام وإقناعه أن الدولة ستدخل في الفوضى.
0 Comments: