لا يزال تنظيم الإخوان في السودان يواصل مخططاته وألاعيبه لإشعال الخلافات وإشعال نار الفوضى في محاولة للانتقام من الخصوم السياسيين وتعطيل المسار الديمقراطي وذلك من خلال استغلال تلك الأحداث في السودان من أجل العودة للمشهد مرة أخرى .
وبعد أن لفظه الشعب في ثورة شعبية عام 2019 لم يتوقف تنظيم الإخوان عن استغلال الفرصة تلو الأخرى لإشعال نار الفتن، وقتل التجربة المدنية وإفشال التحول الديمقراطي في البلد الإفريقي، بحسب طيف واسع من المراقبين .
وذكرت تقارير إعلامية أن تنظيم الإخوان سيطر على مفاصل السياسة والاقتصاد في السودان طوال حكم دام 3 عقود فشل في تحقيق أي تنمية وحوّل السودان لقاعدة للعمليات الإرهابية بعد احتضانه تنظيمات مثل "القاعدة" و"الجهاد" ومئات العناصر الإرهابية والمتطرفين الأجانب .
وفيما يبحث العالم عن إخماد نار القتال في السودان والتوصل إلى أرضية مشتركة تنقذ البلاد حرض عبد الحي يوسف أحد أذرع إخوان السودان بقتل وإراقة دماء الأحزاب المدنية (قوى الحرية والتغيير) التي وقعت الاتفاق الإطاري في ديسمبر الماضي ، وأفتى يوسف على شاشة قناة تبث من تركيا بقتل السياسيين من ما وصفها بـ"الأحزاب العميلة" التي "وقعت الاتفاق الإطاري"، و"حاولت فرضه على الشعب" على حد قوله.
وأثارت تلك الفتوى العديد من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي وقالت الكاتبة الصحفية السودانية داليا الطاهر على حسابها بـ"تويتر": "بعد فتواه بقتل ثلثي الشعب الإرهابي عبد الحي يوسف يُفتي بقتل السياسيين من قوى الحرية والتغيير, ومن وضعوا الاتفاق الإطاري".
وتابعت: "هذه الفتوى في هذا الوقت بالذات تحمل دلالات خطيرة جدا وسنحتفظ بهذا الفيديو"، مضيفة "كنت قد نوهت من قبل بأن على السياسيين تغيير أماكن سكنهم خوفا من الاستهداف وقابل بعضهم هذا الحديث بالسخرية ولفتت أن عبد الحي يوسف ومن يدور في دائرته "هم الخطر الحقيقي على السودان وأهله".
وأكدت الناشطة السودانية الدكتورة هنا الأمين أن عبد الحي يوسف بفتاويه أهدر دماء المسلمين بدل الدعوة لحقنها وجمع الكلمة وتوحيد الصف، متسائلة هل يعتقد أنه بمثل هذه الفتاوى سيحافظ على بيضة الدين الذي ضاع بزوال حكم البشير؟"، وأوضحت أن الإخوان منذ تبوء عمر البشير حكم السودان لا يتوقف عن إراقة الدماء والتحريض على القتل، وتأليب الشعب ضد بعضه، متبعا سياسة "فرّق تسد".
ويرى باحثون في شؤون الجماعات الإرهابية إن جماعة الإخوان الإرهابية في المنطقة تستغل أي أزمات من أجل التواجد في الساحة وذلك عبر فتاوى ودعوات تحريضية مثل حديث عبد الحي يوسف، تعود الجماعة الإرهابية للعب نفس السياسة، على أمل سرقة السودان مرة أخرى من أهلها.
وأضاف الباحثون أن الغريب في الأمر أن الإخوان نسوا في وقت ما سيطروا على حكم البلاد تحول السودان من دولة إقليمية لها دور بارز في تحريك الأحداث العربية والإفريقية إلى دولة ترعى الإرهاب وعلى أيديهم أهدرت الثروات الطبيعية لصالح عصابات التنقيب عن الذهب، وضعفت القوة الشرائية للعملة السودانية وانهار اقتصاد الدولة التي وصفت بأنها سلة غذاء العالم إلى أبعد مدى وأن تنظيم الإخوان هو داء السودان وهو السبب في تلك الأزمة القائمة.
0 Comments: