تفاقمت التوترات والإنقسامات وسط العسكريين داخل الجيش السوداني بسبب خلاف حول إصلاح المؤسسة العسكرية والوصول إلى جيش مهني موحد وإتمام عملية الانتقال الديمقراطي والإنصياع لإرادة الشعب ، وذلك وسط أنباء عن تغييرات على مستوى قيادات الجيش .
ويرى خبراء عسكريون أن الهدف المحوري لعدد من قيادات الجيش غير المعلومة ليس استعادة السلطة فحسب بل خلق أوضاع فوضوية في السودان ليتسنى لهم التمتع بالامتيازات التي حصلوا عليها رغما عن إرادة الشعب السوداني.
ووفقا للخبراء فأن تلك القيادات داخل المؤسسة العسكرية تسعي الى تفكيك بنية الجيش وتحريك أتباعها لإشعال الفتنة والقيام بحملة التحريض التي أوصلت البلاد الى مربع الحرب وهم يلبسون في ذلك ثوب الوطنية الزائف ويحاولون استغلال ضعف قيادة القوات المسلحة لتجيير الأوضاع لصالحهم.
وبحسب معلومات ذكرها بعض السياسيين كان واضحاً أن ثمة نية مبيتة لضباط كبار في الجيش ظلوا يضغطون على قائده الفريق عبدالفتاح البرهان لإشعال هذه الحرب ، كما أن عزوف الشعب السوداني عن التفاعل مع هذه الحرب التي ربما توهم طرف فيها تعاطف الشعب معه يمنع حتى الآن إمكان تحولها إلى حرب أهلية شاملة .
فالجيش بدا واضحاً اليوم أنه جيش على رأسه ضباط كبار يريدون حرق الوطن من أجل السلطة والعودة للحكم الذى دام 30 عاماً من الإفساد الذي مارسه نظام البشير في هذا الجيش الذي تتربع على رأسه اليوم قيادات إخوانية لا تملك ضميراً وطنياً ولا بوصلة أخلاقية .
اعتباراً من 24 أبريل 2023 أدى الصراع إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة أكثر من 3 آلاف ، كما تسبب في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، وأثار مخاوف من حرب أهلية مطولة ولا يمكن التنبؤ بها.
من الصعب تحديد إلى متى ستستمر الأزمة الحالية في السودان فالصراع معقد وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تسهم في مدته بما في ذلك قوة الفصائل المتنافسة والإنقسامات الحادة بين قيادات الجيش التى لا تنوي تقديم تنازلات من أجل مصلحة الوطن .
هذا يعني أن نتيجة الأزمة الحالية في السودان غير مؤكدة ولكن من المؤكد أن الصراع له تأثير مدمر في البلاد وشعبها .
0 Comments: