السبت، 16 أغسطس 2025

قصر العان في نجران.. الشاهد الشامخ على تاريخ المنطقة منذ 340 عاماً

 

وطرازه المعماري الفريد بهوية وتاريخ المجتمع النجراني
قصر العان على ضفاف وادي نجران

قصر العان في نجران.. الشاهد الشامخ على تاريخ المنطقة منذ 340 عاماً


يبرز قصر العان على ضفاف وادي نجران جنوب غرب السعودية، حيث بُني عام 1100هـ 1688م، ويشكل صورة جمالية مدهشة تعتمد على روعة البناء القديم وثباته وصلابته رغم مرور أكثر من 340 عامًا على بنائه، ليجسد إطلالة بانورامية ساحرة تحكي قصص مئات السنين، في منطقة يُعرف عنها اكتناز الموروث والتاريخ السعودي الأصيل.

نخيل وقرى طينية

ويزيد من المشهد جمالاً، وجود القرى الطينية، ومزارع النخيل، وجبل أبو همدان، وقلعة رعوم التاريخية التي شكلت في مجملها منظرًا يبهج الأنفس.

وتعطي تلك الصور للزائر مساحة لاستنشاق الهواء العليل، والتأمل في جمال المكان المتناغم مع روعة الطبيعة الخلابة التي تحيط به، الأمر الذي جعله مقصدًا سياحيًا لافتًا، ومعلمًا بارزًا من المعالم السياحية بنجران، يتوافد عليه الزوار والسيّاح من داخل المملكة وخارجها، لاستكشاف المكان الذي يُعد من المواقع التاريخية التراثية التي تزخر بها منطقة نجران.

تاريخ نجراني

واتسمت هوية القصر بأدواره الأربعة، وطرازه المعماري الفريد بهوية وتاريخ المجتمع النجراني، في تشييد البيوت التراثية على نمطٍ واحد، يجسد القيمة الفنية العالية التي تنم عن إبداع الهندسة المعمارية القديمة، في جعلها مكونًا من المكونات الأساسية بالمنطقة.

واستخدم في بناء القصر أدوات الطين، وجذوع النخيل، وأشجار الأثل والسدر، فيما يعمل مُلّاك القصر التراثي بين فترة وأخرى على صيانته وترميمه ونظافته، والمحافظة عليه، ليبقى من المعالم التراثية والثقافية التاريخية العريقة بالمملكة

نجران التراث والتاريخ

ونجران تصنف من ضمن المناطق السعودية الأكثر احتضاناً للمواقع الأثرية، وكانت مركزًا مهمًا في طريق التجارة القديم وممرًا لقبائل غرب ووسط الجزيرة العربية، وقد سجلت عديد منها في قوائم اليونسكو، كموقع حمى، والأخدود، والمندفن، والآبار التاريخية، بالإضافة إلى موقع الثويلة.

وتعد منطقة نجران من أقدم الحضارات التاريخية على مستوى الجزيرة العربية، وتمتد أصول حضارتها، حسب آخر الاكتشافات الأثرية إلى العصور الحجرية، حيث عثر الباحثون فيها على آثار حضارة إنسانية تعود إلى أكثر من 25 ألف عام، أي إلى أواسط العصر الحجري، كما عثر الباحثون على أثر بحيرات قديمة جداً، تلاشت في العصر الحالي، تدل على أن تلك المنطقة الواقعة في أحضان الربع الخالي كانت لها أهمية تاريخية من كثير من النواحي السياسية والمتمثلة في صراع الممالك التاريخية القديمة على السيطرة على تلك الواحة الخضراء، التي يشكل موقعها أهمية اقتصادية بوصفها ممراً رئيسياً لأحد أهم طرق التجارة القديمة.

الفن الصخري

وتحتوي المنطقة على أكثر من 34 موقعًا، تصوِّر الحيوانات والنباتات وأساليب الحياة، لثقافة امتدت على مدار 7 آلاف عام، وتعدّ من إحدى أكبر مجمعات الفن الصخري في العالم.

ويُعرض تاريخ المنطقة في متحف نجران الإقليمي أو موقع الأخدود الأثري، الذي يعد موطن القطع الأثرية والرسومات والنقوش التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.

0 Comments: