انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية رؤساء السلطات الثلاث في إيران بسبب مشروع بيع الممتلكات العامة والذي وافق عليه كل من رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية وذلك لمواجهة عجز الميزانية وتأمين تكاليف إدارة البلد للعام القادم بعد الشعور بالنقص الكبير في الموارد والإمكانيات .
وقالت الصحيفة إن القيام بهذه الخطة يثير انتقادات الخبراء والمتخصصين الذين يرونها خطة غامضة وتتعارض مع الدستور ، مضيفة أن "مشروع بيع الممتلكات العامة يتعارض تماما مع قوانين البلاد لكن مع الأسف لا أحد من رؤساء السلطات مستعد لتقديم إجابات وإيضاحات شفافة".
وتابعت الصحيفة : "في هذه الأيام ضعف وعجز المؤسسات الدبلوماسية لإيران لا يتجلى فقط في توقف مسار المفاوضات النووية فحسب بل في كافة القضايا الدولية والإقليمية، بحيث بات لا يرى أي أثر للدبلوماسية الإيرانية في العالم، وإنها تعمل في نطاق من الانفعال ما يجعلها تواجه ضربات دبلوماسية من كافة الأطراف والجهات".
وفى الوقت ذاته تزداد مخاوف الأطراف وبعض التيارات المهمشة في إيران من استمرار النظام بسياساته الدولية المنحازة لدول الشرق ، معتبرة أن هذا الانحياز سيجعل طهران عمليا في مواجهة الغرب الذي لن يتوقف عن استهدافها والضغط عليها حتى تعود إلى جادة الصواب .
ويرى محللون أن هذا الواقع الخطير الذي باتت تعيشه إيران على الساحة الدولية ، لافتين إلى ضرورة إنهاء هذه الحالة واعتماد سياسة التوازن الإيجابي وصفر المشاكل مع جميع الدول بحيث لا يبقى لطهران عدو في العالم والمنطقة ، موضحين أن هذه السياسة لم تعد خيارا وإنما هي ضرورة تتطلبها مصلحة الأمن القومي للبلاد .
وأوضحوا أن هذه المخاوف والقلق الذي يظهره الحريصون على البلاد ومستقبلها يقابله تجاهل تام من التيار الحاكم وتحديدا شخص المرشد علي خامنئي الذي لا يتوقف عن وصف معظم دول العالم بـ"العدو" الذي يريد إسقاط إيران وحذفها من خارطة العالم .
وفى سياق متصل أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى الشرخ المجتمعي الكبير في إيران وتساءلت عن العامل وراء هذه الحالة المجتمعية غير المسبوقة، منتقدة سياسات النظام الإعلامية والتي ساهمت بشكل كبير في خلق هذا الواقع السيّئ
وقالت : "عندما يتحول إعلام الدولة إلى مجرد بوق بيد تيار خاص فإن الشعب يبدأ بالبحث عن وسائل إعلام تتناسب مع تطلعاته ومعتقداته ومن هنا ينشأ التشعب والشقاق في المجتمع" .
وفي آخر تصريحاته التي نقلتها جميع الصحف الصادرة اليوم الخميس 9 فبراير دعا الرئيس الإيراني على خامنئي خلال لقائه بقيادات عسكرية من الجيش الإيراني إلى المشاركة في مسيرة إحياء ذكرى انتصار ثورة عام 1979 لتكون ردا على احتجاجات معارضي النظام .
وقد اندلعت الإحتجاجات قبل 5 شهور تقريبا فى جميع أنحاء إيران مخلفة عشرات القتلى والجرحى بعد أن واجهت قمع النظام وبطشه وقال خامنئي إن على المواطنين أن يوصلوا رسالتهم في يوم مسيرة إحياء الثورة إلى الأعداء بكل وضوح ويجب أن تكون هذه المسيرات وسيلة لإفشال خططهم ومؤامراتهم .