الأحد، 4 أبريل 2021

الإخوان فى حالة شتات خارج أوطانهم

تشهد جماعة الإخوان المسلمين حالة من التخبط والارتباك على وقع الصدمة التي أحدثتها التحركات التركية الأخيرة للتقارب مع مصر وسط تسريبات متتالية برغبة أنقرة في التخلي عن قيادات التنظيم بشكل نهائي وتسليم المطلوبين منهم إلى القضاء المصري .

وداخل مساحة ضيقة جداً يحاول تنظيم الإخوان النجاة باحثاً عن ملاذات جديدة آمنة بعيداً عن الملاحقات ، ويرجح مراقبون أن يلجأ التنظيم إلى مجموعة دول في شرق آسيا وشمال القوقاز ووسط وشرق أوروبا باعتبارها مناطق ينشط فيها عناصره بشكل يسمح له بالتمدد وتنتشر فيها المراكز والمؤسسات التابعة للإخوان تحت غطاء العمل الخدمي والاجتماعي .

وفى هذا الصدد نشرت صحيفة الشرق الأوسط مقالا للكاتب الصحفى جبريل العبيدى حول حالة الشتات التى يواجهها تنظيم الإخوان المسلمين بعد تخلى تركيا عنهم .

قال العبيدي : "بعد التخلي التركي عن الشريك الإخواني في مشروعه "العثمانية الثانية" أو "الخلافة" بالمفهوم والرؤية الإخوانية يواجه تنظيم الإخوان هذه الأيام حالة الشتات الثاني بعد الشتات الأول الذي أعقب الرفض المجتمعي حتى في البلدان التي استوطنها لسنوات ، فهذه تركيا الآن تعيد ترتيب علاقتها بالتنظيم والجماعة ما اضطر قيادات بارزة للمغادرة إلى ماليزيا وبريطانيا ، فالتنظيم يواجه حالة تيه وشتات بعد أن كاد يستقر لسنوات في  تركيا " .

وأضاف : " منذ سقوط حكم المرشد ونهاية حكم تنظيم الإخوان في مصر والتنظيم الدولي يسعى إلى إيجاد قاعدة وبيت مال بديل ولم يجدوا أفضل من ليبيا حيث المال الوفير والفوضى العارمة التي أحدثها حلف الأطلسي بإسقاطه للدولة الليبية في فبراير 2011 من دون إيجاد بديل وتركها تعصف بها الميليشيات والجماعات العابرة للحدود والتي على رأسها تنظيم الإخوان " .

وواصل : " تنظيم الإخوان سعى إلى أخونة ليبيا وتونس لكنه لم يفلح وهو مستميت في هذا الأمر لظنه أن هذا سيسهل عليه استعادة حكم مصر ومن هذا المنطلق يمكنه السيطرة على باقي البلاد العربية من خلال نشر أفكاره التي ظاهرها دعوي وحقيقتها التغلغل في المجتمعات وأخونتها ليسهل حكمها والسيطرة عليها ، وسيبقى التنظيم في حالة الشتات والتيه إلى الأبد ما دامت كانت أفكارهم خارج جغرافيا أوطانهم " .

ويرى محللون أن الجماعة تعيش في الوقت الحالي أزمة داخلية عاصفة سوف ينتج عليها انشقاقات داخلية وتصدعات بعد أن كشفت قرارات الجانب التركي مدى خداع الجماعة لأعضائها برسم صورة غير حقيقية عن طبيعة الدعم التركي الذي سرعان ما تلاشى نهائيا بعد أن أدرك الرئيس رجب طيب أردوغان مدى الخطر الذي يمثله التنظيم على مستقبله السياسي وعلاقات بلاده مع محيطها الإقليمي .