الاثنين، 13 يوليو 2020

اردوغان يحول ايا صوفيا الي مسجد لأهداف سياسية معينه

آيا صوفيا: بين "حسابات اردوغان السياسية" و"صراع الأديان"


ثمة وجهة نظر بشأن إعادة تحويل آيا صوفيا لمسجد. فالرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأنصاره يستندون إلى مجموعة من الحجج أهمها أن توقيع مصطفى كمال أتاتورك على وثيقة تحويل المعلم التاريخي مزور.
ويقولون إن هناك اختلافا بين توقيع أتاتورك على المرسوم، الذي صدر في مرحلة متقدمة من عمر الجمهورية التركية، وإمضاءاته على مراسيم لاحقة.
كما يبرر مؤرخون أتراك، ومدافعون عن تحويل أيا صوفيا إلى مسجد، موقفهم بأن السلطان العثماني المعروف باسم محمد الفاتح، الذي سيطر على مدينة القسطنطينية عام 1453، اشترى الكنيسة بأمواله ولم يأخذها عنوة".
ويرى المرحبون بقرار المحكمة الأخير أنه "قرار وطني وأمر مرتبط بهيبة تركيا وسيادتها".
في حين ينظر آخرون للقرار من منطلقات دينية ويعتبرونه "انتصارا للحق" على حد تعبيرهم.
لكن فريقا آخر يرى أن القضية أثيرت بدوافع انتخابية، خاصة مع تراجع مكانة الحزب الحاكم في الشارع التركي، وخسارته لبلدية إسطنبول.
ويقول مراقبون أتراك إن اردوغان يسعى إلى مخاطبة ود شرائح جديدة، أبرزها المحافظون والقوميون.
كما استوقف خطاب اردوغان الأخير الكثير من المحللين، إذ اعتبروه "إعلانا لمرحلة جديدة تنهي هوية تركيا العلمانية وتمضي بها نحو أسلمة الدولة من جديد".
من جهة أخرى، يحذر معلقون أتراك من"تبعات وخيمة" لقرار تحويل أيا صوفيا لمسجد على العلاقات تركيا الدولية، خاصة مع الغرب، قائلين إن قرارات اردوغان "ستزيد من عزلة بلادهم وستذكي خطاب الكراهية الديني ضد المسلمين".
وقد تعالت أصوات غربية رسمية ودينية رفضا لتحويل أيا صوفيا إلى مسجد، باعتباره "قرارا استفزازيا لمسيحيي العالم".
واعتبر البطريرك المسكوني برثلماوس، الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم ويقيم في إسطنبول، أن تحويل الأثر "سيخيب آمال المسيحيين ويحدث شقاقا بين الشرق والغرب".
ودعا حزب "الحل اليوناني"، إلى تحويل مكان ولادة مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، في مدينة سالونيك اليونانية إلى متحف، لتخليد ذكرى الإبادة الجماعي اليونانية في منطقة بونتوس المطلة على البحر الأسود.
أما عربيا، فقد فسر المعلقون العرب القرار بحسب توجهاتهم ومواقفهم السياسية من اردوغان.
كما كان البعد الديني والتاريخي حاضرا بقوة في نقاش العرب حول القرار التركي.

0 Comments: