شنت جماعة الاخوان المسلمين هجوما على حمد بن جاسم آل ثانى رئيس الوزراء القطري السابق لأنه أفصح منذ أيام بما كان يعلمه ويخفيه عن رأيه فى إدارة الرئيس المصرى المعزول محمد مرسى وجماعته خلال فترة توليه الحكم مما ادى الى حدوث خلافات بينه والجماعة الارهابية .
وقال بن جاسم فى تصريحات لصحيفة القبس الكويتية إن الدوحة استضافت اجتماعا بين مساعدين لمرسى وممثلين للإدارة المصرية فى عهده مع ممثلين للإدارة الأمريكية للتعارف والتقريب بين الطرفين فى النواحى الاقتصادية وكان الأمريكان يريدون من خلال هذا الاجتماع التعرف على اتجاهات مساعدى مرسى ولكنهم صدموا .
وتابع : "خرجت من الاجتماع بانطباع سلبي وكان مساعدو مرسى الموجودون بالاجتماع أقل بكثير من المتوقع ولا يرتقون للمستوى" ، معلقًا : "جماعة مرسى يصلحون لدكان وليس للرئاسة" .
وأوضح أن قطر ساعدت فى تهدئة الوضع بمصر وعقدت اجتماعات لمسئولين من فريق مرسى مع الأمريكيين بالدوحة لاستكشاف أفكارهم ، مشيرا إلى أن وصول مرسى كان صدمة للإسرائيليين وجهاز المخابرات كان من يتعامل معهم فترة حكم مرسي .
وقال بن جاسم : "لم يسعدنى وصول الإخوان للحكم فى مصر ولكن أسعدنى حدوث الانتخابات ، وأضاف : "مرسى لم يكن ذكيا ولم يصلح للحكم ودخل فى معركة مع الخصوم وحكم مرسى كان رمزيا ".
وقد أثبتت تصريحات حمد بن جاسم تجاه جماعة الإخوان المسلمين صحة المقولة التي تفيد بأن حلفاء الأمس قد يكونوا أعداء اليوم إذ تغيرت الأوضاع وأصبح هؤلاء الحلفاء منبوذين من دول العالم وشعوب المنطقة ، فضلا عن حالة التدمير الذاتي التي تعيشها الجماعة .
ويرى محللون أن تصريحات بن جاسم ليست مفاجئة لأنها كانت من وقت لآخر تعبر عن إحباطه من الجماعة وطريقتها في التفكير في السياسة وتثبت أن هناك تحولات على المستوى الفكري والبناء السياسي في قطر تفيد بأن الجماعة لا تصلح لممارسة السياسة والحكم بل إنها تفتقر لأي مقومات تمكنها من حكم بلد بحجم مصر .
وتجسد صريحات رئيس الوزراء القطري الأسبق آخر تجليات هذه الرؤية وترجع أيضا إلى مساعي قطر لإزالة العائق أمام التقارب مع الدول الخليجية والعربية .
وليست تصريحات المسؤول القطري هي الأولى من نوعها إذ سبقها تصريحات جنبا إلى جنب مع خطوات فعلية تعكس التخلي عن الإخوان آخرها قرار إبعاد قيادات الصف الثاني من تنظيم الإخوان ومنحهم مهلة مؤقتة لمغادرة البلاد .
ويتبنى المراقبون الرأي القائل بأن الإخوان على موعد مع شتات جديد أكثر تأثيرا على الجماعة حيث أنهم يفقدون روافد الدعم وليس أدل من تصريحات شخصية بحجم حمد بن جاسم الذي كان من أكثر المؤيدين للإخوان قبل أعوام قليلة .
وتجدر الإشارة هنا أيضا الى أن فهم الشعب المصرى وبمجرد متابعته للأداء العلنى للجماعة تجاوز التيقن من أن قيادتها وكوادرها دون الكفاءة إلى إدراك أنهم خطر على حاضر مصر ومستقبلها .
0 Comments: