يواجه تنظيم الإخوان داخل أوروبا إجراءات غير مسبوقة تستهدف الحد من نشاطه وتتبع مصادر تمويله وتقليصها وكشف خفاياه وإعادة تطوير المنظومة التشريعية لتتناسب مع آليات المواجهة .
وكشفت دراسة للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب أن جماعة الإخوان في الأعوام الأخيرة واجهت العديد من التحقيقات والتدقيق حول أنشطتها المتطرفة والإرهابية داخل أروقة البرلمان لدفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بحظر جماعات الإسلام السياسي وتنظيم الإخوان والمنظمات الخيرية التابعة له في البلاد .
ويأتي ذلك بعدما أثبتت تقارير اللجان المتخصصة والمعلومات الأمنية المخاطر التي تهدد البلاد من جراء هذا التنظيم الذي ينتهج أجندة سرية تخدم الإرهاب والتطرف ، لكن كان مصير هذه التحقيقات دائماً أن تظل حبيسة الأدراج على الرغم من علم الحكومة البريطانية واستخباراتها بهذه النشاطات بحكم علاقات الحكومة البريطانية الممتدة إلى الأيام الأولى لتكوين جماعة الإخوان المسلمين في مصر .
وكانت سلطات الأمن الفيدرالية الألمانية قد كشفت العام الماضي عن حصولها على معلومات حول العلاقات التنظيمية والاتصالات بين عناصر تنظيم الإخوان الألمان والنمساويين ، مؤكدة أن هناك روابط بين الهيكل التنظيمي للجماعة في النمسا وألمانيا عبر المنظمة المظلية للجماعة في أوروبا وهي اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
ويرى خبراء في حركات الإسلام السياسي إن معركة الوعي والأفكار هي المعركة الباقية مع تنظيم الإخوان غير الإنساني الذي يعادى الإنسانية فهم كارهون للإنسانية بل هم كارهون لأنفسهم ، وأشاروا إلى أن هذا العام سيشهد اتخاذ العديد من دول أوروبا قرارات ضد جماعة الإخوان وقياداتهم .
وأضاف الخبراء أن الإخوان ليس لديهم قضية وجزء كبير من الذين يعملون في تلك القنوات الإخوانية يعملون من أجل الحصول على المال والشهرة ، لافتين إلى مسؤولية التطبيقات الحديثة التي تعد من أدوات حروب الجيل الرابع حيث تروج للإرهاب .
فيما قالت الدكتورة عقيلة دبيشي مدير المركز الفرنسي للدراسات الإستراتيجية والدولية إن أوروبا تنبهت للخطر المحدق الذي تمثله جماعة الإخوان على مجتمعاتها مع تنامي الهجمات الإرهابية التي استهدفت عدة عواصم أوروبية في عام 2020 .
وأوضحت دبيشي أن التحقيقات إثبتت انتماء منفذي تلك الهجمات لتنظيمات التطرف الإخواني في البلاد والتى كان أبرزها هجوم فيينا الدموي الذي وقع في 2 نوفمبر 2020 وهجمات نيس الفرنسية التي وقعت في 30 أكتوبر 2020، بالإضافة لجريمة ذبح المدرس الفرنسي صامويل باتي في أكتوبر من نفس العام .
وأضافت أن الدول الأوروبية بدأت في تعديل إستراتيجياتها في التعامل مع تنظيم الإخوان بعد عدة تحذيرات أوردتها تقارير أمنية واستخباراتية أوروبية حذرت من خطر توغل التنظيم في المجتمعات الأوروبية .
0 Comments: