تعتمد إستراتيجية جماعة الإخوان في الولايات المتحدة على الاختراق والتمدد داخل الجاليات والمؤسسات وبناء شبكة واسعة من المؤسسات لتكون أذرع متعددة الأشكال والمهام وقوة يمكن استغلالها والرهان عليها أمام الإدارات المتعاقبة وحماية المصالح الإخوانية .
ويعتبر الإخوان أن أهم الخطوات هي اختراق مجتمعات الأمن القومي وسلطات إنفاذ القانون والمؤسسات العسكرية والعقابية ووسائل الإعلام ومراكز الفكر ومجموعات السياسات والأوساط الأكاديمية والمجتمعات الدينية غير المسلمة للوصول إلى الاستراتيجية الشاملة للسيطرة على السياسة الأمريكية.
وأشار باحثون إلى أن أهم مثال على التأثير الإخواني هو عبد الرحمن العمودي الذي اخترق المراتب العليا لكل من الإدارات الرئاسية الديمقراطية والجمهورية وأصبح مستشاراً للرئيس بيل كلينتون والسيدة الأولى آنذاك هيلاري كلينتون وأيضاً خالد صفوري وسامي العريان في حملة بوش الرئاسية.
وأتت تحركات العمودي ثمارها بعد فوز بوش حيث تم تعيين سهيل خان المعروف بصلته بالإخوان في مكتب الاتصال العام بالبيت الأبيض ، وكذا لؤي صافي الذي شغل مناصب رسمية في ISNA الإخوانية كممثل للدين الإسلامي في برنامج البنتاغون العسكري ، وأعطى هذا الموقف جماعة الإخوان المسلمين فرصاً غير مسبوقة للتأثير في أعلى مستويات صنع السياسة الأمريكية.
واعتمدت الجماعة في الولايات المتحدة على إنشاء المراكز الإسلامية وسياسة التقية وخلق عالم مواز عن طريق تحويل المراكز الإسلامية إلى مجتمع إخواني كامل وأهم الأمثلة على ذلك منظمة كير وهي من المنظمات الكبرى في أمريكا الشمالية ولها في الولايات المتحدة وحدها (28) فرعاً وهي التي صنفتها دولة الإمارات في كانون الأول ديسمبر 2016 كياناً إرهابياً .
أما الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) فهي المعبّر عن جماعة الإخوان، وحلقة الوصل بين الجماعة الأم والتنظيم الدولي والإدارة الأمريكية وخاصة البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي ، هذا إضافة إلى عدد من المنظمات الأخرى مثل المجلس الفقهي لأمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية الأمريكية (MAS) والمجلس الأوروبي للشؤون الإسلامية.
ويُعتبر المعهد العالمي للفكر الإسلامي الذي تأسس في عام 1985 بولاية فيرجينيا بهدف تدريب وتثقيف الدعاة والعلماء في مجال أسلمة العلوم الاجتماعية والانخراط في هذا المجال من خلال الكتابة أحد أذرع الجماعة.
ومن أذرع الجماعة أيضاً المجلس الإسلامي للشؤون العامة الذي تأسس عام 1988 بوساطة قيادات المركز الإسلامي لجنوب كاليفورنيا ، أما الصندوق الإسلامي لأمريكا الشمالية الذي تم تأسيسه عام 2001 على يد أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، فيعدّ بمثابة المحفظة المالية التي يمول من خلالها التنظيم الدولي للجماعة أنشطته بمختلف أنحاء العالم .
0 Comments: