الاثنين، 12 يونيو 2023

انتهاكات الحوثي مستمرة.. اختطاف أطفال وتجنيدهم
أكثر من 35 الف حالة انتهاك ارتكبت بحق الأطفال في اليمن

في وقت تتصاعد فيه حدة المخاطر التي يواجهها الأطفال في اليمن بسبب تفشي الأوبئة وسوء التغذية والحرمان من التعليم ، اتهمت تقارير حكومية وحقوقية الميليشيات الحوثية بارتكاب آلاف الانتهاكات بحق صغار السن من بينها الإختطاف والتعذيب والتجنيد القسري .

وقد أكد حقوقيون يمنيون أن ميليشيا الحوثي تقف وراء اتساع ظاهرة خطف الأطفال في محافظة ذمار لجهة تجنيدهم واستغلالهم لخدمة أجندة ميليشيا الحوثي الإرهابية ، بعد أنباء عن 28 طفلاً وطفلة منذ مطلع العام الحالي .

وفى ذات السياق نشر موقع صحيفة "الشرق الأوسط" تقريرا حول إتهام وجهته مصادر يمنية للميليشيات الحوثية بالوقوف وراء اتساع ظاهرة خطف الفتيان والفتيات في محافظة ذمار لجهة تجنيدهم واستغلالهم لخدمة أجندة الجماعة حيث أفيد باختفاء 28 طفلاً وطفلة منذ مطلع العام الحالي .

ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية في ذمار أنه جرى تسجيل خمس حالات اختفاء لأطفال خلال الشهر الماضي في أحياء وشوارع متفرقة تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و16 سنة ، وتحدثت المصادر عن وقوف عصابات وصفتها بالإجرامية تتبع قادة انقلابيين خلف انتشار جرائم الاختطاف بحق صغار السن حيث تتصاعد الظاهرة في مدينة ذمار و12 مديرية أخرى وسط حالة من التدهور والانفلات الأمني غير المسبوق .

وأورد التقرير أن أحدث هذه الجرائم تمثلت في خطف طفل يدعى أحمد عبد الله الحداد ينحدر من محافظة ريمة من حي المسلخ الذي يقطنه مع أسرته حيث لا يزال مصيره مجهولاً حتى اللحظة ، وسبق جريمة خطف الطفل أحمد بيومين تعرض فتاة تدعى (أماني ع.) لجريمة اختطاف من قبل عصابة مجهولة وسط مدينة ذمار. 

وقال شهود عيان إن ثلاثة ملثمين قطعوا بشكل مفاجئ طريق الطفلة أماني (14 عاماً) وقت الصباح لحظة خروجها من منزلها لشراء بعض الاحتياجات وقاموا بخطفها واقتيادها بالقوة على متن سيارة إلى جهة غير معلومة ، وأكد الشهود أن الخاطفين سرعان ما أعادوا تلك الفتاة بعد ساعات من اختطافها إلى المكان الذي اختطفت منه ثم لاذوا بالفرار دون ذكر أي معلومات أخرى .

وبحسب التقرير اختفت فتاة أخرى تدعى كريمة سرحان بمنتصف مايو الحالي من أحد أكبر الشوارع الرئيسية بمدينة ذمار وسط ظروف وملابسات لا تزال حتى اللحظة غامضة .

ويأتي تصاعد حوادث الخطف بحق الفتيان والفتيات بالتوازي مع تواصل استهداف الجماعة نحو 80 ألف طالب وطالبة في محافظة ذمار عبر معسكرات صيفية تقيمها حالياً في 1000 مدرسة مفتوحة ومغلقة ونموذجية ، ويتهم المواطنون في ذمار الجماعة الحوثية بتعمد تحويل محافظتهم على مدى الفترة الماضية إلى مسرح كبير لظاهرة اختفاء وخطف الفتيان والفتيات .

وربط حقوقيون يمنيون وفقا للتقرير بين تنامي تلك الظاهرة في ذمار خصوصاً منذ مطلع العام وبين التعزيزات البشرية التي تدفع بها الميليشيات تباعاً من المحافظة صوب مختلف الجبهات ، وقالوا إن عملية استدراج واستقطاب الأطفال المجندين غالباً ما تبدأ بعمل دورات مكثفة تجري فيها تعبئتهم بالأفكار المتطرفة وإذكاء ثقافة القتل والعنف وتمجيد قادة السلالة الحوثية.

وسبق أن دفع القيادي الحوثي محمد البخيتي المنتحل صفة المحافظ في ذمار هذا الشهر بعشرات المقاتلين أغلبهم من الأطفال ومن فئة المهمشين واللاجئين الأفارقة على متن دوريات عسكرية حوثية نحو كثير من الجبهات.

وكان مرصد حقوقي يمني قد أكد في وقت سابق إنشاء الميليشيات 83 مركزاً للاستقطاب وتجنيد الأطفال توزعت ما بين مقرات في القرى والأحياء السكنية والمساجد والمدارس والمراكز الصيفية، إضافة إلى المعسكرات ودوائر الأمن الخاضعة للميليشيات ، ووصف الجماعة الحوثية بأنها الأكثر انتهاكاً والأوسع جغرافياً في تجنيد الأطفال في اليمن بنسبة 97.46 في المائة .

وذكر المرصد الحقوقي أن تقديرات المجتمع المدني في اليمن حول تجنيد الأطفال تشير إلى أكثر من 30 ألف طفل مجند، وأنهم يشكلون غالبية قوام مقاتلي الميليشيات ، مؤكدا أنه يمتلك قاعدة بيانات موثقة ومكتملة بعدد يزيد على 6 آلاف طفل مجند بين العاشرة والثامنة عشرة ينتمي الغالبية العظمى منهم إلى محافظات صعدة، وذمار، وعمران وصنعاء وإب والحديدة وتعز .

من جهتها إعتبرت الحكومة اليمنية أن استمرار الجماعة في تجنيد الأطفال والزج بهم في معارك عبثية وتعريضهم لخطر الإصابة بالألغام وتسريبهم من المدارس يؤكد مدى بشاعتها واستهتارها بالاتفاقيات الدولية والمبادئ الإنسانية.

وتقدر الإحصاءات اليمنية والدولية قيام الجماعة الحوثية بتجنيد أكثر من 30 ألف طفل منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر 2014 ، في الوقت الذي اتهمت فيه المنظمات الحقوقية قادة الجماعة بارتكاب "جرائم حرب" بحق الطفولة في تحد صارخ لكل القوانين والمواثيق المحلية والدولية التي تجرم تجنيد الأطفال والزج بهم في الصراعات والحروب.