سعت الجماعة إلى أن تكون لها منابر إعلامية تهدف من خلالها تعزيز خطابها الإسلاموي، والتبشير بالإسلام السياسي، ودعم التنظيمات للوصول إلى سدة الحكم.
ومع انطلاق الإخوان في مصر، في السبعينيات وحتى فترة التسعينيات، بدأت الجماعة في المرحلة الإعلامية الثانية، التي ركّزت جهودها فيها على اختراق الصحف الحزبية، حيث كان ممنوعاً عليها في هذا التوقيت إصدار صحف بشكل قانوني.
وفي عام 2003 بدأت مرحلة جديدة في الإعلام الإخواني، وهي التي ركّزت فيها الجماعة على الاستقطاب عبر الإنترنت، وفي هذا الوقت كانت تنتج خطاباً مدنياً خدّاعاً من أجل جذب شرائح جديدة من المجتمع.
وفي المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة ثورات الربيع العربي، امتلكت الجماعة أكثر من 20 وسيلة إعلامية، كانت على رأسها "قناة 25"، وهي القناة الرسمية للجماعة، و"رابعة"، قناة "وطن"، وقناة "الشرق"، وفي هذا التوقيت حاربت الجماعة مدونات أعضائها لتحصر خطابها في يد مسؤوليها الإعلاميين.
جماعة الإخوان المسلمين استخدمت شبكة الإنترنت كقوة تكنولوجية فريدة، بعيداً عن المراقبة، لا سيما في العقد الأخير من حكم مبارك، وهو ما مكّنها من السيطرة على السلطة بعد سقوطه، وقد حرصت على التواصل مع الغرب والخارج، فأنشأت موقع "إخوان ويب".
وعن طريق الحسابات الوهمية بمواقع التواصل، ومئات الصفحات، ووسائل الإعلام البديلة، مثل: الفيديوهات القصيرة، والصحف التي تمّ شراؤها بدأت مرحلة جديدة في إعلام الجماعة ، إلا أنّ فشل الجماعة على المستوى العام، وعمليات الإغراق بتفكيك الأيديولوجيا الإخوانية، وتقديم خطاب إسلامي متسامح، أدّى وفق مراقبين إلى تراجعها؛ حيث ضاع الهدف وخبا الوهج.
ويرى المراقبون أنّ وهج قنوات الإخوان قد خبا لأسباب أسبق من الخطاب، ومنها أنّ عصر السوشيال ميديا، وظهور شخصيات معارضة، مثل المقاول الهارب محمد علي، سحب البساط من تحت قنوات الإخوان، التي تتكلم طوال الوقت عن السلبيات دون طرح إيجابية واحدة بمصر، وبعدها انسحاب المقاول من المشهد، ليخبو وهج الجميع.