الاثنين، 18 سبتمبر 2023

قنوات الإخوان تفقد تأثيرها علي المجتمعات
فساد الخطاب الإعلامي الإخواني

سعت الجماعة إلى أن تكون لها منابر إعلامية تهدف من خلالها تعزيز خطابها الإسلاموي، والتبشير بالإسلام السياسي، ودعم التنظيمات للوصول إلى سدة الحكم.

ومع انطلاق الإخوان في مصر، في السبعينيات وحتى فترة التسعينيات، بدأت الجماعة في المرحلة الإعلامية الثانية، التي ركّزت جهودها فيها على اختراق الصحف الحزبية، حيث كان ممنوعاً عليها في هذا التوقيت إصدار صحف بشكل قانوني.

وفي عام 2003 بدأت مرحلة جديدة في الإعلام الإخواني، وهي التي ركّزت فيها الجماعة على الاستقطاب عبر الإنترنت، وفي هذا الوقت كانت تنتج خطاباً مدنياً خدّاعاً من أجل جذب شرائح جديدة من المجتمع.

وفي المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة ثورات الربيع العربي، امتلكت الجماعة أكثر من 20 وسيلة إعلامية، كانت على رأسها "قناة 25"، وهي القناة الرسمية للجماعة، و"رابعة"، قناة "وطن"، وقناة "الشرق"، وفي هذا التوقيت حاربت الجماعة مدونات أعضائها لتحصر خطابها في يد مسؤوليها الإعلاميين.

جماعة الإخوان المسلمين استخدمت شبكة الإنترنت كقوة تكنولوجية فريدة، بعيداً عن المراقبة، لا سيما في العقد الأخير من حكم مبارك، وهو ما مكّنها من السيطرة على السلطة بعد سقوطه، وقد حرصت على التواصل مع الغرب والخارج، فأنشأت موقع "إخوان ويب".

وعن طريق الحسابات الوهمية بمواقع التواصل، ومئات الصفحات، ووسائل الإعلام البديلة، مثل: الفيديوهات القصيرة، والصحف التي تمّ شراؤها بدأت مرحلة جديدة في إعلام الجماعة ، إلا أنّ فشل الجماعة على المستوى العام، وعمليات الإغراق بتفكيك الأيديولوجيا الإخوانية، وتقديم خطاب إسلامي متسامح، أدّى وفق مراقبين إلى تراجعها؛ حيث ضاع الهدف وخبا الوهج.

ويرى المراقبون أنّ وهج قنوات الإخوان قد خبا لأسباب أسبق من الخطاب، ومنها أنّ عصر السوشيال ميديا، وظهور شخصيات معارضة، مثل المقاول الهارب محمد علي، سحب البساط من تحت قنوات الإخوان، التي تتكلم طوال الوقت عن السلبيات دون طرح إيجابية واحدة بمصر، وبعدها انسحاب المقاول من المشهد، ليخبو وهج الجميع.

الاثنين، 22 مارس 2021

أردوغان وسياسة المراوغة بدلا من المواجهة

تعددت مغازلات أنقرة للقاهرة مؤخرا في محاولات حثيثة تهدف لكسر الحصار والخروج من العزلة وتحسين صورة تركيا أمام المجتمع الدولي ، وفي تحرك لخطب ود القاهرة طالبت السلطات التركية منذ أيام الفضائيات التي تبث من إسطنبول (الشرق ومكملين والوطن) بوقف الانتقادات السلبية للقاهرة .

وبعد عدة إشارات من مسؤولين أتراك كبار حول رغبة أنقرة في التقارب مع مصر يبدو أن تركيا بدأت بالفعل تنفيذ مطالب القاهرة عبر وقف التدخل بشؤونها الداخلية في محاولة أكثر جدية نحو كسب الود وإنهاء الخلافات .

وإضافة إلى التضييق الإعلامي على قنوات الإخوان والترحيل المحتمل لعدد من عناصر التنظيم فمن غير المستبعد أن توقف حكومة أنقرة طلبات تجنيس العشرات من الإخوان من جيل الوسط الفارين من مصر في إطار التودد للقاهرة .

لكن مصر قابلت هذه المحاولات بشروط حددها وزير الخارجية سامح شكري قائلا أن "الأقوال وحدها لا تكفي وإنما ترتبط بالأفعال والسياسات والأفعال هي التي تعيد أي علاقات إلى وضعها الطبيعي ".

ويرى محللون أن الرئيس التركي عندما رأى أن مصلحته العملية تكمن في التقارب مع القاهرة فلم يجد أي حرج في أن يعلن ذلك صراحة لقيادات الجماعة الموجودة في بلده ولم يجد حرجا في أن يخيرهم بين الالتزام بطبيعة المرحلة الجديدة وبين إغلاق القنوات ومغادرة البلاد ، رغم أنه كان في السابق يرى مصلحته العملية في رعاية الإخوان وفى احتضان رموز في الجماعة وفى إتاحة الفرصة أمامها لبث قنوات تليفزيونية .

وأوضحت التحليلات أن ما وجهته تركيا من رسائل انفتاحية إلى مصر والسعودية والإمارات ورسائل أكثر فاعلية خلال الأيام الماضية إلى القاهرة تمثل محاولة تركية لإعادة التموضع بعد أن أجبرتها السياسة المصرية في شرق المتوسط والتقارب مع اليونان وقبرص بما يخص الغاز وأمور استراتيجية أخرى إلى جانب الموقف المصري الحازم بما يخص ليبيا .

وينظر خبراء السياسة لحديث وزير الخارجية التركي عن إمكانية ترسيم الحدود البحرية مع مصر بأنه ليس أكثر من محاولة لتلطيف الأجواء مع مصر وهو ما فعلته أنقرة أيضاً مع كل من إسرائيل فرنسا وإبداء حسن النية للتفاوض مع اليونان ، وأن التغيير في المواقف التركية لن يكون جذرياً حتى تتضح طبيعة العلاقات مع واشنطن تحت إدارة الرئيس الأمريكية جو بايدن .

السياسة الخارجية التركية متقلبة وغير ثابتة و هناك دلائل تشير الى هذه التقلبات والرقص على المحاور واستغلال بعض الملفات كادوات ضغط فقط وليس بدوافع وطنية وانسانية وتكرار محاولات النظام التركي للتودد والتقارب مع مصر تمثل مجرد مساع غير جادة لا تعكس سياسة صادقة وحقيقية على أرض الواقع بل تكتيك لإخراج أنقرة من أزمات عديدة تتخبط فيها على الصعيد الأوروبي وشرق المتوسط وليبيا .