لم يتوقف دور تنظيم الإخوان الإرهابي في نشر روح الكراهية والبغضاء في المجتمعات العربية والإسلامية بل تعدى ذلك إلى الغرب الأوروبي فقد سمحت أوروبا في ظل ضغوط الحرب الباردة بتوطين الجماعات الإسلامية وتمكينها من السيطرة على منافذ الخطاب الإسلامي لمنع المسلمين الأوروبيين من الانخراط في التنظيمات اليسارية أو الشيوعية .
وقام الإخوان بدورهم كما ينبغي في المراحل الأولى ولم يدرك الأوروبيون أن الإخوان حملوا معهم روح الكراهية ونشروها في مجتمعاتهم الأوروبية مستغلين مناخ الحرية الذي يسمح للقاطنين فيها بتشكيل المؤسسات والمراكز والجمعيات ففرضت جماعة الإخوان سيطرتها على كثير من الجمعيات والمراكز الإسلامية ومن ثم بثوا فيها جينات فكرية تحولت مع الزمن إلى روح عدوانية مدمرة .
وقال باحثون فى شئون جماعات الإسلام السياسي أنه مع ظهور الإخوان قبل 9 عقود في مصر وتمددهم في بعض البلاد العربية والإسلامية لوحظ أنهم ما حلوا في مجتمع إلا وزرعوا فيه عوامل الشقاق والخلاف والتمزق الداخلي، وما تمكنوا من خطاب جماهيري إلا وأثاروا النعرات العنصرية وكراهية الدولة باعتبارها دولة جاهلية .
وما تعاملوا مع الجماهير إلا واستعلوا عليهم ونظروا إليهم على أنّهم جاهليون أو في أحسن الأحوال لا يفهمون دينهم بشكل صحيح وأن إيمانهم إيمان مخدر وأنهم عديمو التربية وأنّ على الإخوان القيام بمهمتهم الأساسية وهي تربيتهم من جديد، وفي سبيل إعادة تربية المجتمعات نشروا بين الناس العداوة والبغضاء والكراهية وجرفوا أي فكرة تدعو إلى التسامح والتعايش والسلام .
وأكد الباحثون إن الفكرة الإخوانية في ذاتها تساعد على نشر الكراهية والبغضاء بما تزرعه في وجدان المؤمنين بها بأنهم يحملون الفكر الصحيح والفهم الصحيح والعقيدة الصحيحة وغيرهم ليس كذلك وأنهم أفضل جماعة وأنهم على الحق وغيرهم على الباطل .
ورأى الباحثون أن الخطاب الإسلامي الصادر من منظمات إخوانية مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والرابطة الإسلامية في بريطانيا وغيرها كان يقدّم على أنه هو صوت الإسلام في الغرب، فصبغوا الإسلام بصبغتهم، بما فيها من كراهية وتعصب ودموية، وعلى وجه الخصوص خلال العقدين الأخيرين مما أدى إلى ارتفاع نسبة المشكلات التي تخص علاقة المسلمين بالدول الأوروبية التي يعيشون فيها وبالمجتمعات التي يقيمون فيها هناك .
وعلى صعيد متصل ألقت دراسة صادرة عن "مركز تريندز للبحوث والاستشارات" الضوء على مخاطر قيام جماعة الإخوان الإرهابية بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية لنشر التطرف والكراهية وتجنيد الشباب لتنفيذ أعمال عنف وإرهاب خصوصاً في أوروبا .
ويمكن القول أنه لا يمكن لجماعة تؤمن بنفسها بهذه الطريقة التعايش مع المسلمين الآخرين فما بالنا بالآخرين من ديانات مختلفة أو أصحاب سلوكيات مغايرة ومنطلقات فكرية لا تلتقي مع فكر الإخوان؟
تطبيقات الإخوان لأفكارهم تبدأ بالانتقاص من الآخر واتهامه ثم النيل منه بزعم أنه يمنع الإسلام الصحيح من الانتشار والتمكين ثم بث روح الكراهية بين الجميع وأخيراً تكفير الآخر واستحلال دمه وهذه هي الجذور الكامنة للكراهية والعنف في فكر الإخوان وإن أخفوها ، وإن زعموا براءتهم فإن آلاف الأدلة والمواقف والخطب والكلمات الواعظة تؤكد تورط جماعة الإخوان ومسؤوليتها في زيادة مستوى الكراهية سواء ضد الغرب أو ضد المسلمين .
اليوم أصبحت روح الكراهية خطراً على أوروبا فلم تعد مجرد خطبة هنا أو كلمة هناك بل أصبحت استراتيجية ينفذها الإخوان ليسيطروا على المسلمين في أوروبا ومن ثم ليكونوا ورقة ضغط على حكوماتهم إذا استدعى الأمر ، وأدركت أوروبا مؤخراً خطورة شيوع خطاب الجماعات المتطرفة على خطاب الإسلام المعتدل وبدأت الدراسات نحو اكتشاف منابع الكراهية التي تفشت في أوروبا وأصبحت تهدد سلامها وأمنها .