الثلاثاء، 20 ديسمبر 2022

دلالات عودة "الميرغنى" على المشهد السياسي فى السودان
الإخوان المسلمين فى السودان

تثير عودة مرشد "الطريقة الختمية" محمد عثمان الميرغني إلى السودان الكثير من الجدل حول إنتمائاته فهو كان وما يزال من معسكر الإسلاميين الرافضين للمساعى الوطنية التى تهدف الى إحلال السلام والإستقرار فى البلاد .

وتتزامن العودة مع حدثين كبيرين للبلاد والحزب الأول قرب التوقيع على إعلان سياسي بين الجيش وقوى سياسية بزعامة الحرية والتغيير والثاني انقسام أبناء السيد الميرغني بشأن الموقف من الإعلان السياسي المرتقب .

ويرى خبراء أن التسوية السياسية بين الجيش والحرية والتغيير شبه جاهزة للتوقيع بينما يشهد الشارع حراكاً من الإسلاميين الرافضين لهذه التسوية حيث تحاول جماعة الإخوان فى السودان الاستفادة من عودة السيد الميرغنى لشرعنة انفرادها بالقرار السياسي وتشكيل حكومة بدعوى أن جماهير الاتحاديين وزعيمهم معهم وفي ذات الوقت عدم إشراكهم في القرار السياسي .

وعلى الرغم من إنتهاء حكم الحركة الإسلامية في السودان وعزل الرئيس عمر البشير بثورة شعبية في 11 أبريل 2019 ، إلا أن الشعب السوداني ما زال يعاني من صدمته من حكم الإخوان ويعبر عن غضبه تجاهه وقد بات النفور من فكر الإسلاميين بارزاً ومنتشراً مما يطرح التساؤلات حول عودة السيد الميرغنى للبلاد .

ويشار إلى أن السيد محمد عثمان الميرغنى رئيس الاتحادى الديمقراطى تجاوز ال٩٠ عاماً وينحو نحو ال ١٠٠ عام
وهؤلاء هم القيادات التى تقود السودان الذى يشهد حالة ثوره فجرها الشباب ومازالوا يحترقون من اجلها وبعض الشهداء من هؤلاء الشباب عمره لم يتجاوز ١٤ عاماً وكل هؤلاء الشباب الذين خرجوا للشوارع عمرهم لم يتجاوز ال٣٥ عاماً ومع ذلك فان الشيوخ فى القياده وينتظرون ليجلسوا فى الكراسى الاماميه .

ويرى الناشط السوداني محمد عثمان الذي عمل مديرا لمكتب السيد محمد عثمان الميرغني لعدة أعوام عقب نفيه إلى مصر بعد انقلاب نظام الإنقاذ عام 1989 أن السيد شيخ طريقة صوفية وليس زعيماً سياسياً ، لافتا أنه لم يعد بذات نشاطه السياسي السابق وانقطع للتعبد والإكثار من أذكاره وأوراده .

ويلاحظ أن الشعب السوداني يكتشف يومياً سوء حكم الإسلاميين الذي امتد لثلاثين عاماً أوصل خلالها البلاد إلى دمار حقيقي في شتى جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ويعزي نبذ غالبية الشعب السوداني جماعة الإخوان المسلمين في السودان إلى مستوى الظلم الذي لحق به من قبل هذه الجماعة إذ أدارت البلاد بالبطش والجبروت والترويع وتأذى كل سوداني من حكمها بصورة مباشرة الأمر الذي خلف الاحتجاجات .