العثمانيين جاءوا للوطن العربي برائحة الموت محاولين إرهاب العرب وجعلهم جنساً تابعاً حالهم حال بقية الأجناس الأخرى التي خضعت للعثمانيين .
ومنذ أن احتل العثمانيون البلاد العربية في عام 1516 بعد موقعة مرج دابق، ومعركة الريدانية في عام 1517 ودخول السلطان العثماني سليم الأول الشام ومصر وبقاء احتلالهم حتى أوائل القرن العشرين لم يتركوا خلفهم سوى الكوارث .
ارتكب العثمانيون فظائع إنسانية فقد قتلوا الآلاف من المصريين والعرب في مذابح جماعية وعلقوا جثث قادة المماليك في الشوارع بينهم "طومان باي" ونهبوا المنازل والمتاجر ومثلوا بجثث القتلى .
يذكر التاريخ جيدا مذابح العثمانيين بحق العرب انتقاما من الشعوب العربية التى ناضلت من اجل تحرير اراضيها ، والتاريخ لا ينفصل عن الواقع فالأتراك ينظرون بنظرة فوقية للعرب ويرون أحقية فى الهيمنة على شعوب المنطقة لاسيما مع صعود القومية التركية التى تحتقر كل ما هو عربى .
وقد برز ذلك فى استغلال الرئيس التركى رجب أردوغان للإسلام فى الترويج لنفسه كزعيم جاء ليقود الشعوب الإسلامية ومنها العربية ، وقد استغل أردوغان واستثمر فى الجماعات الإسلامية وعلى رأسها عناصر جماعة الإخوان للتسلل إلى دول المنطقة وبسط نفوذه من خلالها وهو المخطط الذى لقى حتفه على يد ثورة المصريين ضد حكم الإخوان فى يونيو 2013 ومن ثم لم يجد سبيلا سوى الغزو العسكرى لدول المنطقة .
ويسعى الرئيس الديكتاتور التركى رجب طيب أردوغان وأطماعه فى المنطقة والتى تتجلى فى غزو واحتلال الشمال السورى أولا والآن السعى لاحتلال ليبيا والسيطرة عليها عبر ميليشيات إرهابية مسلحة أسسها ورعاها فى سوريا وبدأ فى جرأة تحت اعين الجميع نقلها إلى ليبيا ، وهـذه التحركات ليست وليدة رغبة توسعية مجردة ولكنها منهج أوسع نشآ عليه اذ تعلم منذ الصغر ان العرب هم درجة اقل ولا يستحقون سوى أن يكونوا محكومين .
هذه الحقائق كفيلة بأن تفسر السلوك التركى العدوانى ضد الدول العربية في المنطقة وسعى أردوغان لغزو لليبيا وقبلها لشمال شرق سوريا ودعمه لجماعات مسلحة متطرفة يدفع لها رواتب بالدولار لتنفيذ أجندة احتلال تركى جديد للدول العربية .
وترتبط كراهية الأتراك نحو العرب بشكل رئيسى بتحرير الأراضى العربية من الحكم العثمانى ، والتاريخ ليس ببعيد فقبل نحو 500 عام كان الأتراك العثمانيون يحتلون أغلب الدول العربية حيث بدأت بالسيطرة على سوريا ومصر وفلسطين بين 1516-1517 ثم العراق عام 1530 وفى منتصف القرن السادس عشر استولوا على شبه الجزيرة العربية ومعظم دول شمال أفريقيا .
وأمام هذا التاريخ الطويل من الاحتلال العثمانى والذى انتهى بتحرير العرب أراضيهم خلال الحرب العالمية الأولى يبدو أن تركيا أردوغان لا تزال ترى احقيتها فى حكم العرب .