تسعى دول العالم جميعًا نحو مواصلة ليبيا للتوافق وإنهاء حالة الجمود السياسي في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات من الخلافات بعدما تمت الإطاحة بالعقيد معمر القذافي من حكم البلاد لتدخل بعدها في أزمات سياسية وعسكرية، ولكن هناك طرفاً في المعادلة لا يريد دوماً إنجاز آى اتفاق او توافق حول الرؤي الخاصة بالشعب الليبي.
ومنذ الإطاحة بالقذافي تتواجد جماعة الإخوان عبر منابر ومليشيات تابعة لها تريد إبقاء الوضع كما هو عليه للاستفادة القصوى من مجريات الأزمة في البلاد، وتقوم الجماعة من حين لآخر بوضع عراقيل أمام الخلفاء في حين يشعر المواطن الليبي بحالة من الجمود السياسي.
ويبدو أن جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا تتحرك وفق سياسات يضعها المفتي المعزول، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الصادق الغرياني، الذي بدوره شن هجوماً على أعضاء مجلس النواب الليبي، على خلفية إصدار الميزانية السنوية.
وقال الغرياني: إن نسبة كبيرة من النواب كان يطلق عليهم في عهد القذافي أنهم مناضلون، ويطلقون تصريحات ضد النظام ويطرحون أفكاراً عن التحرر، وعندما أصبحوا في مواقع السلطة تراجعوا عن كل تلك الأفكار، وأضاف الغرياني، في لقاء ببرنامج "الإسلام والحياة" عبر قناة التناصح التابعة له: إن كثيراً منهم كانوا مجاهدين ومناضلين، لكنّهم الآن رضوا بالرشوة مقابل استمرار مرتباتهم، ويفعلون ما كانوا ينتقدونه في السابق، وهذه خيانة لأوطانهم.
تصريحات الغرياني المثيرة للجدل تأتى في ظل إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أصدرت بيان بشأن اجتماع أعضاء مجلسي النواب والأعلى في القاهرة الخميس الماضي، ترحب بجميع الجهود التي تصب في تحقيق توافق ليبي يسهل عملية سياسية يقودها ويملك زمامها الليبيون وتفضي إلى إجراء الانتخابات الوطنية وتجدد التأكيد على ضرورة أن تكون أي خطوات من هذا القبيل شاملةً، ومتضمنة لمسار واضح نحو الانتخابات.
كما تضمن بيان البعثة تشجيع أعضاء المجلسين المشاركين في اجتماع القاهرة على البناء على ما تم الاتفاق عليه وتوخي مقاربة تشمل الأطراف الليبية المعنية الأخرى حتى تفضي مخرجات اجتماعهم إلى حل قابل للتنفيذ سياسيا.
لكن في نفس الحين تساءل الغرياني قائلاً: "كيف لأعضاء البرلمان الذين كانوا يعدون أنفسهم مجاهدين أن يسمحوا بإصدار هذه الميزانية الجنونية؟" ، والميزانية الممنوحة لحكومة بنغازي تعني اعترافاً صريحاً من حكومة طرابلس المعترف بها دوليّاً بالحكومة الثانية، وكذلك هي اعتراف بانقسام ليبيا، وما يميز هذا الانقسام أن مصرف ليبيا المركزي يتولى الإنفاق على الحكومتين معاً.
ويقول الباحث السياسي الليبي حسين مفتاح، إن الأوضاع في ليبيا آنت الأن الى ان نضع حداً للخلافات ونبدأ مرحلة جديدة نحو نبذ الخلافات وعلى ما اظن ان ذلك بدأ عقب حادث مدينة درنة ولكن بالفعل هناك شظايا الاخوان نحو دعم مليشيات وانتقاد واسع للبرلمان الليبي والحكومة وكل شيء لعقد صفقة مع المصالح ولكن الان بات الجميع يعرف من اين يأتي الخلاف.
كما أكد مفتاح أن ليبيا الآن علي مضمار نحو نبذ الخلافات ولكن إخوان ليبيا برئاسة الغرياني بدأوا في تحركاتهم مبكراً تخوفاً من وضعهم في مواقف تشبه دول الجوار مصر وتونس، وبالتالي يبحثون عن شق الصف والبحث عن مصالحهم دون النظر للشعب الليبي نفسه.
بينما يرى عثمان المير السنوسي، أن جماعة الإخوان بقيادة المفتى المعزول تواصل ألاعيبها الخبيثة، حيث كشفت عنها وجهها الحقيقي الرافض لأي استقرار في ليبيا ونجاح العملية السياسية طالما أنها لم تحقق أهدافها التي يرفضها الليبيون بشدة, والجماعة الإرهابية، كانت تدعي بأنها حريصة على إجراء الانتخابات الرئاسية الليبية إلا إنها تراجعت ودعت قيادات تابعة لها صراحة برفضها إجراء الانتخابات بل ودعت لمقاطعتها والخروج في مظاهرات لإجبار الحكومة على وقفها.
وأضاف السنوسي إن الجماعة لم تحقق أية مكاسب سياسية إلى الآن والدعوات الإرهابية لجماعة الإخوان باءت بالفشل، في أكثر من مناسبة وبالتالي التوافق قادم لا محالة دون النظر لتخاريف مفتى الإخوان.