يعيش مواطنون يمنيون يسكنون بالقرب من جبهة القتال الشمالية لمدينة تعز المحاصرة معاناة يومية وسط ظروف معيشية قاسية يتحملون خلالها مشقة الحياة والخوف من فقدانها في ذات الوقت .
وفي وادي عصيفرة تقطن عشرات الأسر في بيوت مهددة كل يوم بالقصف أو استهداف القناصة لكن الأوضاع المعيشية وانعدام فرص العمل وتدني الدخل دفع بهذه الأسر للمخاطرة والعيش تحت رحمة قناصة وقذائف الحوثيين بالقرب من الجبهة التي تشتعل من حين لآخر .
كثير من الأسر التي تسكن في وادي عصيفرة نزحت من مناطق سيطرة الحوثيين تاركين منازلهم وأرضهم خلف ظهورهم خوفًا من بطش الجماعة بهم ليجدوا أنفسهم بلا مأوى أو فرص عمل الأمر الذي اضطرهم للسكن في مناطق متاخمة لخطوط النار .
يقول المواطنون إن أكثر حالات القنص تحصد أرواح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات إلى 10 لكن الأمر لا يقتصر على الأطفال فقط فالقناص لا يفرق بين إن كان الهدف طفلًا أو كبيرًا في السن أو حتى امرأة فهو يستهدف أي كائن حي يتحرك في نطاق مجال الرؤية لديه .
وأضافوا أن الأضواء في الليل تصبح أهدافًا دقيقةً للقناص الذي يستهدفها مباشرة لذا فقد لجأ المواطنين في وادي عصيفرة إلى بناء النوافذ لتصبح البيوت سجون لساكنيها وحتى هذه البيوت لا تعد أماكن آمنة دائمًا فالقذائف والأسلحة المتوسطة تشكل مصدر قلق لدى المواطنين الذين يسكنوا في بيوت تفتقر لمقومات الحياة .
على هذا النحو ومنذ سنوات يعيش المواطنين من أبناء تعز اليمنية حياة صعبة وتفاصيل يومية مليئة بالخوف لكنهم يؤمنون أن للحياة الحرة والكريمة لها ثمن يدفعه معظم هؤلاء الذين اختاروها بدل العيش تحت سلطة الحوثيين .
ومنذ اندلاع القتال في اليمن عام 2015 تسيطر القوات الموالية للحكومة على وسط مدينة تعز بينما يُحكِم الحوثيون سيطرتهم على ضواحيها الشرقية والشمالية والغربية بما في ذلك المنافذ الرئيسية للمدينة التي تحيط بها المرتفعات الجبلية من الجنوب .
وفي مارس 2016 استعادت القوات الحكومية السيطرة على طريق فرعي جنوب المدينة ليصير المنفذ الوحيد إلى المدينة بعد أن طوّق الحوثيون المدينة تماما ولم يبقَ أمام حوالي 800 ألف شخص -بحسب تقديرات سكانية- إلا سلوك الجبال على الأقدام والاعتماد على المواشي في نقل الأدوية والمواد العاجلة .
وتسبب الحصار بأزمة مياه تصل إلى 75% من احتياج السكان وتدمير 50% من شبكة الطرق التي زاد طولها وكلفتها إلى 1000%، بينما ارتفعت أسعار السلع بنسبة 35% بحسب محافظ تعز نبيل شمسان .
وتضم المناطق التي يسيطر الحوثيون عليها المصانع مما يجعل الجماعة تنفرد بإدارة المؤسسات والقطاعات الإنتاجية والإيرادات الضريبية والجمركية والموارد التجارية التي تدر ملايين الريالات يتم توريدها إلى خزينة الجماعة في صنعاء .