الثلاثاء، 13 فبراير 2024

إخوان الجزائر ومحاولات العودة للمشهد السياسي
إخوان الجزائر يتربصون بالسلطة

لم تكن جماعة الإخوان في الجزائر بمنأى عن المأزق التنظيمي الذي تعيشه الجماعة الأم منذ العام 2013، بعد السقوط عن الحكم في مصر، وما تبعه من تداعيات على نشاط الإخوان بمختلف الدول العربية، وصولاً إلى خروج حركة (النهضة)، ذراع الإخوان في تونس، الأكثر ارتباطاً بالجزائر، من الحكم، إثر قرارات الرئيس قيس سعيّد الثورية في 25 تموز (يوليو) 2021.

بمقارنة الحالة التنظيمية للإخوان بشمال أفريقيا، وهي منطقة نفوذ لا يُستهان بها بالنسبة إلى جماعة الإخوان، يبدو فرع جماعة الإخوان داخل الجزائر الأقلّ تضرراً جراء الإجراءات الحاسمة ضدّ نشاط التنظيم بمختلف الدول العربية خلال الأعوام الماضية .

ورغم فشل التنظيم في حشد الأصوات والأداء الضعيف في الانتخابات البلدية عام 2017، نجحت حركة حركة مجتمع السلم (حمس)، الذراع السياسية لإخوان الجزائر في تحسين أدائها في الانتخابات الجزئية 2021، وفازت بنحو (239) مقعداً في الولايات، ثم الفوز بـ (65) مقعداً في مجلس الأمة، في الانتخابات التي جرت في 2022، وعليه فإنّ الذراع الإخوانية ما تزال قادرة وبشكل كبير على ممارسة العمل السياسي، مقارنة بنظائرها في تونس والمغرب.

وعلى النقيض من موقفها السابق في عام 2019 من الانتخابات الرئاسية أعلنت الحركة على لسان رئيسها عبد العالي حساني، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أنّها معنية بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة في البلاد بما فيها الانتخابات الرئاسية، ووصف حساني الحركة بأنّها "حزب سياسي محوري له دوره وموقعه السياسي في الداخل الجزائري".

يقول الباحث المختص بالإسلام السياسي وحركات الإرهاب أحمد سلطان إنّ (حمس) منخرطة بالفعل في العملية السياسية بالداخل الجزائري، وتُعدّ من الحركات الإسلامية المؤثرة، وإن كانت قد تأثرت بالانقسامات البينية بين مختلف تيارات الإخوان، بين المؤيدين للتنظيم الدولي وأنصار النشاط داخل الإطار القومي.

وتبدو مهمة حساني في إعادة دمج الحركة الإخوانية بالمشهد السياسي داخل الجزائر صعبة، فهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث القوة السياسية داخل البرلمان الجزائري بـ (65) مقعداً، يتقدمها حزب جبهة التحرير الوطني بـ (98) مقعداً، وكتلة الأحرار بـ (84) مقعداً.

ومثل كافة أفرع الإخوان تعاني (حمس) من الانهيارات التنظيمية والتفكك الداخلي، وقد بدا ذلك واضحاً في مؤتمرها العام الأخير في آذار (مارس) الماضي، إبّان ذلك تحدثت تقارير عن انقسامات داخل الحركة بشأن المشاركة السياسية وموقعها من خارطة العمل الحزبي داخل البلاد .