غرقت سفينة شحن أمس بمجرد تحركها من ميناء عثمان دقنة على ساحل البحر الأحمر عند مدينة سواكن شرقي السودان حيث كانت متجهة للسعودية وعلى متنها 16000 رأس من الضأن بينما تواصل فرق إنقاذ عملها عبر مراكب صغيرة في محاولات متواضعة منها لتقليل الخسائر المادية لهذه الحادثة .
وأجمعت الجهات المختصة في السودان على أن سبب الغرق يعود الى خلل تم إحداثة بأحد جوانب السفينة مما تسبب فى إبحارها بشكل غير متوازن بعد مغادرتها للميناء ، فيما أشارت أصابع الإتهام الى أذرع جماعة الإخوان فى السودان .
ومنذ أربعينيات القرن الماضي لحظة ميلاد التنظيم الإخواني بالسودان وحتى اليوم كانت "الانقلابات" بكل صورها مدنية أو عسكرية وفق خبراء أحد أبرز أسلحة الجماعة الإرهابية لتصدر المشهد السياسي في البلاد كما اعتمدته وسيلة رئيسية للوصول إلى سدة الحكم .
الوجه الانقلابي السافر الذي أظهرته مسيرة الإخوان يدحض مزاعم التنظيم الإرهابي بشأن اعتماده نهجا سلميا قائما على إقناع المجتمعات بفكرها لتأييدها في الاستحقاقات الانتخابية حيث لم يسبق للإخوان الوصول إلى مقاعد السلطة عبر صناديق اقتراع شفافة ونزيهة وفق الخبراء .
وفرض المجتمع الدولي عقوبات على النظام السوداني على خلفية ممارساته واستضافة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ، فيما يرى مراقبون أن التيار الإسلامي العريض الذي دشنه الإخوان الشهر الماضي بمثابة وجه انقلابي جديد للجماعة الإرهابية تحاول من خلاله تقديم نفسها للمشهد لكن تم فضحه بعد أن استفاد الكل من التجارب السابقة لهذا التنظيم .
وفيما لا يزال غبار الثورة السودانية الجارفة ضد حكم جماعة الإخوان عالقا في الأفق يعوق رؤية المستقبل يبدو ماضي البلد الأفريقي أكثر وضوحا ، وأمام سيف التاريخ تقف جماعة الإخوان بعد سقوطها وقد تعرت من ورقة السلطة التي أخفت خلفها لعقود دورها الأسود في إفقار السودان وتجريفه وحبك أزماته التي قادت إلى حرب أهلية اكتوى بنيرانها .