الأحد، 29 أغسطس 2021

النفوذ القطرى فى أفغانستان فى خدمة الإرهاب


من الواضح أن قطر تلعب دوراً كبيراً في الملف الأفغاني خاصة مع استضافتها للمباحثات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الدوحة ، والحكومة الأفغانية أو حلف شمال الأطلسى "الناتو" من جانب آخر بشكل سرى وعلنى على مدار السنوات الماضية .

فقد تمكنت قطر خلال الفترة الماضية من بناء علاقات وثيقة مع حركة طالبان التي يبدو أنها تثق في الدور القطري بشكل كبير، واستغلت الدوحة تلك العلاقات الوثيقة من أجل أن يكون لها القدرة على التأثير في مجريات الأمور في أفغانستان خاصة وأن طالبان بحاجة ماسة أيضاً للدور القطري .

ويرى محللون أن الدور القطري لم يكن مجرد وساطة بين طالبان والحكومة الأفغانية أو بين طالبان والغرب وحسب وإنما كان هناك نوع من الدعم للحركة ومساندتها من خلال تدريب اللاجئين الأفغان لدعم مليشياتهم في مختلف الدول العربيه تمهيدا لإحداث تغلغل داخل دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية .

عدد كبير من قيادات وأعضاء حركة طالبان يعيشون مع أسرهم فى قطر ويتمتعون بحياة فاخرة ومرفهة هناك النظام القطرى يتكفل بتعليم أبناء قادة الحركة فى المدارس والجامعات القطرية ويتلقى أبناؤهم مخصصات مالية شهرية ، إضافة إلى منحهم حرية التجارة والاستثمار فى مجالات المقاولات والبناء .

على الجانب الآخر يرى البعض أن هناك نوايا إيرانية لتمرير أجندتها فى المنطقة عبر قطر وذلك عن طريق علاقات الدوحة القوية بدول الخليج وتبدل المشهد السياسي الأفغاني لصالح طالبان .

ويعتبر الخبراء ان سيطرة حركة طالبان على الحكم فى أفغانستان سيعود بالنفع على قطر بسبب تعاطفها مع فكر الإخوان المسلمين وسيشجع الإسلاميين على التوسع لاسيما السنة منهم حتى الذين لا يحبون طالبان لأن سيطرة طالبان تعزز نجاح أي مشروع سياسي إسلامي وتشكل أداة فاعلة لتحريك المقاتلين الإسلاميين .

قطر تريد لعب دور إقليمى وعوضا عن أن تلعب دورا إيجابيا تقوم باستخدام هذه الجماعات كأدوات ، فقطر منحت حركة طالبان الشرعية السياسية الدولية بعد أن حولتها من حركة محلية إلى جماعة مؤدلجة بهدف إضعاف الأدوار الإيجابية لدول أخرى فى المنطقة كالسعودية والإمارات والتى كان بإمكانها أن تلعب دورا رئيسيا وهاما فى دفع عملية السلام فى أفغانستان لكن قطر احتكرت الأمر لنفسها واستخدمت حركة طالبان كأداة لفرض سياساتها فى المنطقة .

وكانت قطر قد دعت في بيان لها عشية سيطرة طالبان على الحكم إلى انتقال سلمي للسلطة وضمان سلامة المدنيين ، واستمرار العلاقات بين قطر وطالبان هو الأمر المتوقع ويمكن القول إن بدء هذه العلاقة لم يكن منطلقا من رغبة قطر فى أن تكون فى موقع اللاعب فى قضايا دولية بل ما يبدو أنها كانت جزءًا من خطة كان هدفها الإبقاء على طالبان حاضرة بل وتأهيلها ليوم آت .