الاثنين، 3 أكتوبر 2022

مقتل مهسا أميني يشعل موجة احتجاجات في إيران

استمرار الإحتجاجات على وفاة الشابة الإيرانية

أشعلت وفاة مهسا أميني الشابة الكردية البالغة 22 عاما نار الاحتجاجات الشعبية العارمة في إيران ، وكانت مهسا قد تعرضت أثناء احتجازها في مقر شرطة الأخلاق إلى الاعتداء بالعنف والضرب المبرح حيث فقدت وعيها وبعد ذلك اضطرت شرطة الأخلاق إلى نقل الضحية إلى مستشفى كسرى في طهران . 

وقد فارقت مهسا الحياة في 16 سبتمبر أي بعد 3 ثلاثة أيام من احتجازها وتمددت الاحتجاجات على وفاتها في غضون 72 ساعة من مدينة سقز مسقط رأسها في محافظة كردستان إيران إلى كل أنحاء البلاد .

وربما لم تتصور قط مهسا أميني في فترة حياتها أن إيران ستنتفض يوما ما من أجلها وبسببها حيث أصبح وسم #مهسا أميني اليوم واحدا من أكثر الوسوم تداولا وبات هتاف «المرأة، الحياة، الحرية» ثلاثية جديدة يصدح بها المحتجون بدءا من كوباني وسنندج وطهران إلى تورونتو وأوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا.

وما زالت الاحتجاجات الإيرانية مستمرة حيث شهدت مدن مسيرات ليلية عدة استمرت لفجر اليوم الأحد. كما شهدت مدن أخرى حول العالم تظاهرات تضامناً مع الاحتجاجات الإيرانية حيث ندد المحتجون بقمع النظام الإيراني .

وتنفي السلطات الإيرانية أي تورط للشرطة في وفاة الشابة مهسا أميني وتصف المتظاهرين بأنهم "مثيرون للشغب" و"إرهابيون" وأعلنت اعتقال المئات منهم ، فيما دعت منظمات حقوقية ومنظمات تضم إيرانيين معارضين في الخارج إلى تظاهرات تضامن بمدن عدة حول العالم في عطلة نهاية الأسبوع .

وفى الخامس من سبتمبر الجارى ذكرت وكالة أنباء إيرانية أن حكماً بالإعدام صدر بحق امرأتين في إيران بتهمة "الفساد في الأرض" والاتجار بالبشر وسارع نشطاء وجماعات حقوقية بنشر صور للمرأتين على مواقع التواصل الاجتماعي قائلين إنهما ناشطتان في مجال حقوق الإنسان وإنهما بريئتان .

وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن قيام الحكومة الإيرانية بالتخطيط لاستخدام تقنية التعرف على الوجوه في وسائل النقل العام لتحديد النساء اللواتي لا يمتثلن لقانون جديد صارم بشأن ارتداء الحجاب حيث يواصل النظام حملته العقابية المتزايدة على ملابس النساء .

وقال سكرتير مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران محمد صالح هاشمي كلبايكاني في مقابلة إن الحكومة تخطط لاستخدام تكنولوجيا الرقابة ضد النساء لتطبيق قانون جديد أقره الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحدد شروطا لملابس النساء .

وأتى توقيع القانون في 15 أغسطس أي بعد شهر من الاحتفال بيوم "الحجاب والعفة" في 12 يوليو مما أطلق موجة من الاحتجاجات النسائية العارمة ونشرت ناشطات صورهن دون حجاب في أماكن عامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وردت السلطات عليهن بحملة اعتقالات موسعة واحتجاز عدد منهن وإجبارهن على تقديم اعترافات قسرية عبر التلفزيون وفقا لما نقلته صحيفة " الجارديان" البريطانية .

وقالت "أزاده أكبري" الباحثة لدى جامعة تفنتي الهولندية "لطالما لوح النظام الإيراني بفكرة استخدام تقنية التعرف على الوجوه لمعرفة هويات الأشخاص الذين ينتهكون القانون فالنظام يدمج أشكال عنيفة عتيقة من السيطرة الشمولية في هيئة التقنيات الجديدة".

ومنذ عام 2015 تطبق الحكومة الإيرانية تدريجياً استخدام بطاقات الهوية البيومترية التي تتضمن شريحة تخزن بيانات مثل مسح قزحية العين وبصمات الإصبع وصور الوجه ، ويعرب الباحثون عن قلقهم من أن هذه المعلومات سوف تُستخدم مع تقنية التعرف على الوجوه لتحديد هوية الأشخاص الذين ينتهكون قواعد الملابس الإلزامية سواء في الشوارع أو في الفضاء السيبراني .

ومثلما تم توظيف قضية فرض الحجاب سياسياً من قِبل النظام الإيراني فتحت حملات الاعتراض على الحجاب الإلزامي الطريق أمام تعبير الناشطين والمعارضين عن احتجاجات أوسع تهتم بحرية التعبير بشكل عام في إيران في الوقت الذي تأتي فيه هذه الحملات في أعقاب احتجاجات فئوية من قِبل مُعلمين ومتقاعدين وعمال وموظفين حكوميين ، فضلاً عن تظاهرات أخرى بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية ونقص الخدمات وشح المياه مما دفع التيار الإصلاحي إلى القول إن ما يحدث الآن هو بمنزلة سكب الزيت على النار وإن خطوة الإجبار على الحجاب في هذا التوقيت محبطة .














0 Comments: