برغم أنّ روسيا كانت أول دولة أجنبية تدرج الإخوان على لائحة الإرهاب في عام 2006، عقب أعمال العنف التي قام بها الإخوان في مناطق شمال القوقاز التي تحظى بأغلبية إسلامية، غير أنّها لم تخلُ من الوجود الإخواني إذ عمد الإخوان المسلمون منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي أي مباشرة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي إلى تأسيس بنية تحتية بشرية وتنظيمية تساعدهم على تثبيت وجودهم في هذا البلد المهم وممارسة أنشطتهم بفعالية .
وأكدت ورقة بحثية أصدرها حديثاً المركز العربي لدراسات التطرّف بعنوان "الإخوان المسلمون في روسيا" أنّ الإخوان المسلمين نجحوا على مدار أعوام في الانتشار في موسكو ومختلف جمهوريات ومحافظات الاتحاد الروسي، وأقاموا شبكة مترابطة من الجمعيات والمراكز الثقافية والاجتماعية والتعليمية والخيرية، على الرغم من صدور قرار من السلطات الروسية بحظرهم ومنعهم من مزاولة أيّ نشاط.
ومن بين فروع الإخوان أشارت الدراسة إلى (اتحاد المنظمات الإسلامية في روسيا)، الذي قالت إنّه التنظيم المظلي للإخوان المسلمين في الاتحاد الروسي، تأسس عام 2006 من قبل مجموعة من الطلبة العرب .
المركز العربي لدراسات التطرّف أشار أيضاً إلى أنّ الاتحاد يملك شراكات استراتيجية مع مختلف الهياكل الأوروبية التابعة للتنظيم الدولي للإخوان، على رأسها اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (مجلس مسلمي أوروبا حالياً): الجناح الأوروبي للتنظيم الدولي للإخوان، والمنتدى الإسلامي الأوروبي، والمركز الأوروبي للأبحاث والتأهيل القيادي، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث الذي يشكل المرجعية الأساسية للاتحاد في مجال الفتوى والاجتهادات الدينية.
ولفتت الدراسة إلى أنّ المصدر الرئيس لتمويل الاتحاد هو التبرعات التي يتلقاها من الجالية المسلمة في روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى بعض الجهات الرسمية الخارجية كوزارة الأوقاف الكويتية، التي تُعدّ من الداعمين الأساسيين للاتحاد.
ويتلقى الاتحاد أيضاً دعماً مالياً من هياكل الإخوان المسلمين في أوروبا، وخاصة اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا (مجلس مسلمي أوروبا حالياً)، لتنفيذ مشروعاته في موسكو وغيرها من الجمهوريات والمحافظات الروسية.
0 Comments: