الخميس، 16 نوفمبر 2023

عودة النفوذ الإيراني إلي السودان عبر بوابة الإخوان

الهيمنة الإيرانية على الأذرع الإخوانية في السودان

عادت إيران بقوة إلى السودان عبر بوابة الصراع العسكري بين البرهان وقوات الدعم السريع وبفضل الروابط القوية مع الإخوان المسلمين والتي أخذت دفعة قوية مع وصول سيف الدين أرباب إلى منصب المراقب العام وهو المعروف بارتباطاته القوية بالحرس الثوري الإيراني .

وفي 11 نوفمبر الجاري بحث رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سبل تعزيز العلاقات الثنائية بعد استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أكتوبر 2022 ، وأشار بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني إلى أنّ اللقاء ركز على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودفع التعاون في كافة المجالات وأطلع البرهان نظيره الإيراني على آخر التطورات في السودان بما في ذلك الصراع الدائر مع قوات الدعم السريع .

وقد جاءت عودة العلاقات بين طهران والخرطوم في العام 2022 مفاجئة ذلك أن القرار اتخذ بينما كان السودان على وشك تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، وبفضل الخلايا الإخوانية في الجيش السوداني تراجع التطبيع من تل أبيب لصالح عودة قوية لطهران إلى الساحة السودانية ، كما ساهمت المساعدات الإنسانية التي أرسلتها إيران بعد اندلاع الحرب الأهلية في السودان في تعزيز "القوة الناعمة" الإيرانية في الخرطوم من جديد .

ولأنّ الحرس الثوري يفضل التعامل مع الجيش النظامي ونظراً لعدم الثقة التي أبداها حميدتي تجاه طهران في أكثر من مناسبة أصبح المراقب العام للإخوان هو عرّاب عودة النفوذ الإيراني إلى السودان ومن ثم جاء دعمه الصريح لقوات الفجر الإخوانية في لبنان كجزء من أجندة إيرانية جديدة تقوم على مد نفوذ طهران في المنطقة العربية عبر الأذرع الميليشياوية الإخوانية .

وعلى مدار ما يقرب من ثلاثة عقود كانت العلاقات بين إيران وإخوان السودان وثيقة للغاية ، ولعب الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجيش السوداني وقوات الدفاع الشعبية الإيرانية شبه العسكرية دوراً مهماً في تعزيز العلاقات الثنائية مع الخرطوم خلال التسعينيات ، وفي أبريل 1997 وقّع البلدان أكثر من 30 اتفاقية تتراوح ما بين الأعمال التجارية والزراعية والتدريب العسكري .

ومنذ ذلك الوقت بدأ النفوذ الإيراني يتمدد داخل الجيش السوداني ونشط ضباط المخابرات الإيرانيون في السودان حيث توطدت العلاقات مع الأذرع الإخوانية المختلفة وهو ما ظهر عندما قبل كلٌّ من السودان وتشاد عرض طهران للوساطة في صراع دارفور في العام 2008 ، وفي العام نفسه وقّعت إيران والسودان اتفاقاً عسكرياً وأبدت القيادة الإيرانية معارضتها لمذكرة اعتقال البشير التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية .

 

0 Comments: