الخميس، 6 يونيو 2024

خطورة تنظيم الإخوان على المجتمعات
الخطر المتجدد لإرهاب الإخوان

إنّ خروج جماعة الإخوان من دوائر الحكم التي وصلوا إليها في أعقاب ثورات "الربيع العربي" حدث غاية في الأهمية يقع ضمن مشروع مواجهة الماضوية والتطرف والإرهاب، لكنه لا يمثل نهاية المطاف ولا يعد هزيمة لهذا المشروع، فما يزال الطريق طويلاً لاجتثاث الأفكار المتشددة والظلامية التي بثها المتطرفون في الأمة عبر تسعة عقود مضت.

أدركت جماعة الإخوان، منذ نشأتها الأولى؛ أنّها في حاجة إلى تأسيس تنظيم مسلَّح يعمل على حماية مصالحها، وقد كان مع نشأة النظام الخاص، الجناح العسكري للجماعة، والذي نفّذ العديد من المهام الإرهابية

ورغم قوة التنظيم الخاص داخل تيار الإخوان، إلا أنّ أعضاء الجماعة يؤكدون دائماً أنّ العمل المسلح انتهى مع التأسيس الثاني لجماعة الإخوان، بعد خروجهم من المعتقلات، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، واستمر ذلك النفي حتى الآن، رغم استمرار العمليات الإرهابية التي تورط فيها أعضاء جماعة الإخوان، وتزعم الجماعة دائماً أنّه لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي عمل مسلّح.

قام حسن البنا بتأسيس وتكوين تنظيم سري مسلح العام 1938 يتم تربية أفراده على مبادئ الإخوان السرية والشفهية لإخراج "النموذج الإخواني"، الذي تعمد أن يكون مبهراً ذا شكل إسلامي ظاهري ليعجب به الناس، ومن ثم يحاولون أن يقتربوا منه بتطبيق أفكاره، أو على الأقل لا يمانعوا أن يطبق أبناءهم ذات الأفكار، أو ينضموا للتنظيم الذي يصيغ أفراده بمثل هذه الأفكار.

ثم أطلق كل دُعاته لبثّ هذه الأفكار في المجتمع، والتبشير به على أمل تغيير أعراف الناس، ليقوموا بتحطيم نظامهم الاجتماعي بأيديهم، أو بأيدي الإخوان، وهذا التحطيم أفصح عنه في المؤتمر السادس الذي انعقد في 9 كانون الثاني (يناير) 1941 بأنّه يريد تحطيم النظام الاجتماعي القائم وأن يُستبدل به نظام اجتماعي خير منه لم يوضحه في حينه، واكتفى بأن وصفه "نظاماً إسلامياً"، وطبعاً بعد تحطيم النظام الاجتماعي وتغيير الأعراف العامة يسهل على التنظيم السري الإخواني السيطرة على مفاصل المجتمع.