الثلاثاء، 8 يونيو 2021

التجربة السعودية فى مواجهة التطرف

عانت المملكة العربية السعودية التطرف الفكري والذي بدأ بفكرة إخراج الكفار من جزيرة العرب إلى قتل المدنيين والعسكريين من أبناء الوطن وتفجير المرافق الدينية والترصد لرجال الأمن وقتلهم وتشجيع الشباب على الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية في أماكن الصراعات في سوريا والعراق ولمواجهة ذلك عززت الدولة جهودها لمكافحة الفكر المتطرف .

ويراقب العالم بتركيز شديد التجربة السعودية في مواجهة التطرف والتشدد ومكافحة الإرهاب ويدعو لها بالتوفيق فنجاحها في ذلك سينعكس بالخير العظيم ليس على الداخل السعودي فحسب ولكن على مناطق مختلفة من العالم .

ما يحدث في السعودية اليوم هو تجربة في غاية الأهمية وبها العديد من المحاولات الاستثنائية لمواجهة الإرث المتشدد الذي يناقض روح الدين وجوهره وقد تطلب عمل ذلك قراراً سياسياً شجاعاً وجريئاً وواقعية منطقية للغاية تم الاعتماد فيها على فكر المقاصد والمصلحة العامة بدلاً من الاعتماد على آراء ضيقة جداً لتفسير النصوص وإصدار الأحكام والفتاوى بناء على ذلك .

وقد أطلقت المملكة مبادرات عدة للقضاء على الفكر المنحرف والأعمال الإرهابية فنظمت بالتزامن مع المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب حملة التضامن الوطني لمكافحة الإرهاب في مختلف مناطق المملكة شاركت فيها جميع القطاعات التعليمية والأمنية لزيادة الوعي العام في دعم التعاون بين أفراد المجتمع السعودي يهدف التصدي للعمليات الإرهابية وتعزيز الانتماء للوطن والدفاع عنه ومكافحة الغلو والتطرف الذي ينبذه الدين الإسلامي .

ويرى محللون ان التجربة السعودية الحاصلة الآن تشبه إلى حد كبير جداً ما حصل مع ألمانيا وذلك في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتبعات ما حصل من صدمات مزلزلة بعد انهيار مشاريعها السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية .

هذه الصدمة الحضارية الكبرى جعلت مثقفي وصناع الرأي في ألمانيا يقومون بمراجعة عميقة جداً لما حدث ومحاولة معرفة علل ومكامن العطب والخلل ووصلوا إلى أن النازية وما حصل بعد ذلك من شرور عظيمة بسببها كان لها جذور متأصلة في التراث الألماني العريق .

التجربة الألمانية كانت ملهمة ومشجعة للعديد من الدول والثقافات الأخرى التي عانت مر المعاناة من بطش التطرف وطغيان التشدد بصوره المختلفة ونماذجه المتعددة .

أجيال مختلفة حول العالم عموماً وفي العالم الإسلامي تحديداً تم اختطافها عنوة وبالإكراه عبر الترويج لخطاب كراهية انعزالي يقسم العالم إلى حليف وعدو ويزكي روح البغض والحقد ويؤجج طبول الحرب بأصوات مدوية ، فكل محاولة يكون الأساس فيها إزالة الكراهية وتبنى فيها جسور التعايش هي جهد مبارك يستحق الدعم والتشجيع والثناء .

وتعتبر المملكة دولة رائدة في مجال مكافحة الإرهاب إذ ساهمت بفاعلية في اللقاءات الإقليمية والدولية التي بحثت وناقشت قضية الإرهاب وتجريم الأعمال الإرهابية وفق أحكام الشريعة الإسلامية التي تطبقها المملكة واعتبارها ضمن جرائم الحرابة التي تخضع إلى أشد العقوبات .