أعلن الحساب الرسمي ليوسف القرضاوي الرئيس السابق لما يسمى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" وفاته اليوم الإثنين عن عمر ناهز 96 عاما ، وظل القرضاوي رئيسا للاتحاد المذكور منذ تأسيسه عام 2004 ولمدة 14سنة حيث خلفه أحمد الريسوني قبل أن يستقيل هذا العام على خلفية تصريحات مثيرة .
القرضاوي ولد بمحافظة الغربية شمالي مصر وتجنس لاحقا بالجنسية القطرية وانتمى لجماعة الإخوان ويعد أحد قاداتها البارزين وعرف بأنه "منظر الجماعة الأول" و"الأب الروحي لها" وأثارت فتاويه الكثير من الجدل وسافر بداية ستينات القرن الماضي إلى قطر واستقر لاحقا هناك وظل مقيما بالدوحة إلى حين وفاته .
أبدى القرضاوي ترحيبه بتولي الإخوان حكم مصر وأنهم "الجماعة الإسلامية الوسطية المنشودة" حسب وصفه معتبراً مشروع حسن البنا هو "المشروع السني الذي يحتاج إلى تفعيل"، ووصف الإخوان المسلمين بأنّهم "أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وأخلاقياتهم وفكرهم وأكثرهم استقامة ونقاء" .
ومع سقوط الإخوان المسلمين في مصر بعد ثورة شعبية ضخمة في 30 يونيو 2013 بدأ القرضاوي في التحريض على الجيش المصري وأفتى بجواز "الجهاد" ضده مما أثار انتقادات واسعة للداعية بعد استباحته الدماء المسلمة والمعصومة من أبناء القوات المسلحة المصرية ، فيما أصدرت محكمة مصرية حكما غيابيا بإعدامه عام 2015 إلى جانب مصريين آخرين منتمين للإخوان في قضية لها علاقة باقتحام سجون عام 2011 .
ولم يترك القرضاوى مجالا للفتوى يخدم مصلحة الإخوان إلا وأقدم عليه فلعل فتواه الشهيرة التى أباح فيها للشخص بأن يقوم بعمليات انتحارية إذا أمرته جماعته بذلك وجاء ذلك تزامنا مع العمليات التى كانت تقوم بها المعارضة السورية وبعض الجماعات الإرهابية فى سوريا .
ومن فتاوى القرضاوى أيضا إعلانه فى الانتخابات الرئاسية التركية الماضية بأن دعم أردوغان هو واجب شرعى وكذلك فتوته هو واتحاده المسمى "اتحاد علماء المسلمين" خلال التعديلات الدستورية التركية بأن التصويت بنعم خلال تلك التعديلات هو واجب شرعى .
ومن بين فتاويه هو واتحاده "علماء المسلمين" أن دعم تركيا فى معركتها مع بعض الدول الأوروبية هو واجب شرعى فى الإسلام وفتواه بخصوص الخمور وفتواه للأمريكيين بضرب العراق ، كما أفتى للفتاة التى تذهب لدول الغرب بجواز خلع الحجاب لأنها رضيت بقوانين الغرب .
ويشار فى ذات السياق إلى الصراع الدائر حاليا بين أجنحة الجماعة الأم المصرية وهما جبهة إسطنبول وجبهة لندن وما أسفرت عنه الأحداث الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وفي بعض الأقطار العربية والإسلامية مثل الأردن والسودان والجزائر والمغرب وليبيا وتونس وتركيا وأخيراً غرق الجماعة في أزمة حقيقية بعد وفاة القرضاوى مما أدى الى تعميق الانشقاق بصورة غير مسبوقة .