تسعى الحكومات الأوروبية إلى التصدي لظاهرة التطرف ومكافحة الجماعات المتطرفة عن طريق عزلها ووضعها تحت الرقابة وتعتزم تدشين مراكز جديدة مهمتها مراقبة المؤسسات والمنظمات المتطرفة في البلاد كخطوة لمكافحة تيارات الإخوان أو ما يُعرف بالإسلام السياسي .
وقد مكن العمل الدعوي للإخوان المسلمين في أوروبا من تأسيس 500 مؤسسة في 28 بلداً أوروبياً بينها المجلس الأوروبي للأئمة ، ويهدف المجلس الأوروبي للأئمة التابع لتنظيم الإخوان المسلمين بحسب ما يعرف نفسه إلى تطوير الخطاب الديني والارتقاء برسالة الأئمة مع العناية بمصالحهم وتنسيق جهود روابطهم المحلية بشكل مؤسسي .
يشمل مجال عمل المجلس بحسب المركز العربي لدراسات التطرّف الإسهام في رفع كفاءة الأئمة وتطوير مهاراتهم، واستكمال التأهيل الوظيفي والعلمي للجدد منهم، وتعزيز دور الإمام في المجتمع، وتنسيق جهود الأئمة في مجالات عملهم، والتفاعل المشترك مع المستجدات والقضايا العامة.
يرأس المجلس كمال عمارة هو داعية تونسي وإمام الرابطة الإسلامية في أوسلو وهو التنظيم المظلي للإخوان المسلمين في النرويج ويتولى منصب رئيس مجلس الأمناء وجيه سعد رئيس الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين.
الإخوان تمكنوا من اختراق مجلس أوروبا وتمكنوا من عقد صلات قوية بل وشراكات وطيدة مع ممثلى الأديان الذين يلعبون دورًا نافذًا فى المجتمع بل وبإمكانهم حمل حكوماتهم على تشجيع التنظيمات الدينية المختلفة ، وتمكن الإخوان بفضل ذلك من التحكم فى مراكز القرار الرسمية واصطنعوا حجتى الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية للمسلمين كوسيلة يستخدمونها للرد على كل نقد يوجه إلى أفكارهم ، بل وتمكنوا من التأثير على القضاء نفسه لنيل أحكام تؤيد أفكارهم وقيمهم تحت ستار حقوق الإنسان .
وركزت دراسات أوروبية عديدة على جماعة الإخوان ومؤامراتها السرية التى تنوعت بين الاغتيال وإشعال الحرائق وبث الفوضى والخراب ، وكان من الضرورى أن تُستكمل هذه الأبحاث المهمة بدراسات أخرى ترصد وتفكك استراتيجيات الإخوان فى العالم وبالأخص فى الدول الأوروبية التى لا يكاد يمضى يوم واحد دون أن تجتاحها هجمات دموية مدمرة .
والسؤال الذى كان دائمًا يشغل الباحثين فى الظاهرة الإخوانية هو كيف تمكنت هذه الجماعة الأصولية من التشعب ومد نفوذها فى قلب المجتمعات الأوروبية ومؤسساتها وتدمير قيم حقوق الإنسان فيها وأسلمة المعرفة فى أذهان الناس .