أعلنت وزارة الداخلية التونسية إحباط محاولة اغتيال للرئيس قيس سعيد واستهداف محيطه من أطراف داخلية وخارجية بهدف تقويض الأمن العام في البلاد التي تمر بأزمة سياسية حادة ، ووفقا لوزارة الداخلية التونسية فقد رافقت هذه التهديدات لاستهداف رأس الدول محاولة "ذئب منفرد" من الإرهابيين المتشددين دينيا لتفجير أحد المقرات الحساسة وسط العاصمة ليلة الخميس .
ويرى مراقبون أن العناصر الإرهابية وعلى رأسهم حركة النهضة الإخوانية لا تزال تواصل مخططاتها العبثية في البلاد من أجل تعطيل مسيرة الاستقرار السياسي وخارطة الطريق التي أعلنت عنها الدولة التونسية الممثلة في إعداد دستور جديد يوليو المقبل وعقد انتخابات تشريعية آخر العام الجاري وهو ما جعلهم يدبرون لمحاولة جديدة لاغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد .
فيما يقول الدكتور أسامة عويدات المحلل السياسي التونسي والقيادي بحركة الشعب التونسية : إن حركة النهضة الإخوانية تسعى لتهديد أمن واستقرار تونس من خلال تنفيذ مخططاتها العبثية التي تستهدف مؤسسات الدولة وعلى رأسها الرئيس قيس سعيد من أجل تعطيل مسيرة البناء والاستقرار التي يقودها الرئيس في الوقت الحالي بعد حل البرلمان الذي كانت تسيطر عليه الحركة الإرهابية .
وأضاف المحلل السياسي التونسي أن محاولة اغتيال الرئيس التونسي ليست بجديدة على الحركة الإخوانية وخاصة أنها تورطت في العديد من الأعمال الإرهابية في تونس ، لافتا أنها مَن رتبت ونسقت مع الأطراف الخارجية من أجل تهديد ومحاولة الاغتيال التي أعلنت عنها الشرطة التونسية ، مؤكدا أن الشعب التونسي يقف خلف قيادته من أجل الحفاظ على الدولة التونسية من أي تهديدات تواجه تونس .
واعتبر خبراء أمنيون أن "هذه التهديدات خطيرة جدا على الأمن القومي للبلاد وذات أهداف سياسية من أجل إرباك الوضع والعودة للحكم بكل الوسائل والطرق وتأزيم الوضع" ، وتمثل طورا جديدا في الحرب المفتوحة على الإرهاب في تونس التي انطلقت منذ ولوج التيارات الإخوانية إليها إبان سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 .
وشدد الخبراء على ضرورة توفير الحماية اللازمة لرئيس البلاد ، موضحا أنه كان من المتوقع أن يقوم الإرهابيون برد فعل بعد إزاحة الإخوان من الحكم ومشيرا إلى أن الجماعة كانت تتستر على تلك التنظيمات الإرهابية وتمولها وتوفر لها الدعم اللوجستي والمالي ، ويرى الخبراء أن أطرافا خارجية بمساعدة أخرى من الداخل يحاولون استهداف الرئيس التونسي الذي يحاول إصلاح مسار البلاد وحل برلمان الإخوان وبدأ ينبش في ملفات الإرهاب والاغتيالات وتسفير الإرهابيين .
وفي هذه المرحلة من تطور الحياة السياسية التونسية التي يحاول فيها الرئيس قيس سعيد إعادة الأمور إلى نصابها وإصلاح ما يمكن إصلاحه من دمار سياسي واقتصادي واجتماعي تسبب فيه الإخوان في تونس من خلال وجودهم في العديد من مفاصل الدولة والمجتمع كالبرلمان وسلك القضاء والأجهزة الإدارية المتنفذة بحيث يعم الفساد والمحسوبية والفوضى بها يقوم الإخوان بحركة التفاف واسعة لإجهاض عملية الإصلاح الجارية .
وبالتأكيد إن هذه التكتيكات والمناورات التي يقومون بها لا تنطلق من فراغ، بل هي ضمن استراتيجية مدروسة الهدف منها الوصول إلى السلطة والثروة عن طريق استخدام الديمقراطية التعددية كمطية سهلة يركبون على ظهرها ويستخدمونها كمعول يهدمون به كل ما توصل إليه التونسيون من مكاسب وطنية على كافة الصعد لكن ألاعيبهم تلك مكشوفة والشعب التونسي لهم بالمرصاد .