وضعت رؤية 2030 التوجهات والأهداف والالتزامات التي تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيقها في مختلف الأصعدة حيث تبنت الرؤية تمكين كافة الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات مع كل ما يتوافق لتحقيق أهدافها التي تصل مع المواطنين وبهم إلى مستقبل زاهر وتنمية مستدامة .
وفي سبيل ذلك أنشئت المملكة العديد من الأجهزة الممكنة والداعمة لإطلاق البرامج التي تحقق أهداف الرؤية من خلال رفع وتيرة التنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية وضمان سرعة الإنجازات في المشروعات والمبادرات وتحقيق الاستدامة في العمل مع المراجعة الدورية لمستويات التنفيذ .
وتمر المملكة في هذه الأثناء بمرحلة تحول في القطاع الصحي بسبب التقدم السريع في التكنولوجيا والبحث والتطوير بالإضافة إلى تزايد الطلب على الخدمات الصحية تبعاً لتزايد عدد السكان وارتفاع نسبة كبار السن ، ففى تحد للمرض نجحت وحدة القسطرة القلبية بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف في إنقاذ حياة امرأة تبلغ من العمر 58 عاما أدخلت للطوارئ وهي تعاني من جلطة حادة بالشريان الرئوي .
وتقوم الحكومة السعودية بضخ الأموال في القطاع الصحي بهدف إنشاء بنية تحتية قوية للقطاع الصحي واستكمال تركيب المعدات اللازمة في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحيّة الأولية في مختلف المناطق في جميع أنحاء المملكة .
وقدمت وزارة الصحة خطة استراتيجية للقطاع الصحي ضمن خطة رؤية المملكة 2030 حيث شهد القطاع الصحي تحسّناً كبيراً في السنوات الماضية فضلا عن إنشاء مدن طبية مثل مدينة نيوم التي ستركز على جانب الرعاية الصحية من خلال أبحاث مهمة في علم الجينوم والهندسة الحيوية والخلايا الجذعية وغيرها .
ويأتي إنشاء برنامج تحول القطاع الصحي كأحد البرامج المستحدثة لرؤية المملكة 2030 والذي تم إطلاقه لضمان استمرار تطوير خدمات الرعاية الصحية في المملكة ويعتمد على مبدأ الرعاية القائمة على القيمة التي تضمن الشفافية والاستدامة المالية من خلال تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض .
وقد برزت الجهود المبذولة في تطوير القطاع الصحي الذي كان يعد أحد الأبعاد الاستراتيجية لبرنامج التحول الوطني من خلال التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد وقد كان لـبرامج تحقيق رؤية المملكة 2030 دور هام ومحوري في مواجهة المملكة لآثار الجائحة صحياً واقتصادياً واجتماعياً وتجاوز الأزمة بكل تحدياتها .