وفى الآونة الأخيرة بدأت تركيا في تغيير لهجتها نسبيا حيال علاقاتها مع مصر بعد كانت ذات نبرة متوترة ، وأدلى مسؤولون أتراك في الأسابيع الأخيرة بسلسلة تصريحات غازلوا فيها القاهرة وتحدثوا عن وجود روابط قوية بين القاهرة وأنقرة .
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن التعاون بين بلاده ومصر في مجالات الاستخبارات والدبلوماسية والاقتصاد مستمر ، وأضاف "عملية تعاوننا مع مصر في مجالات المخابرات والدبلوماسية والاقتصاد مستمرة بالفعل ولا توجد مشكلة في هذا " وشدد على أن الصداقة بين الشعبين المصري والتركي أكبر من العلاقات بين الشعبين المصري واليوناني .
تصريحات أردوغان التي نقلتها وكالة "الأناضول" الرسمية التركية جاءت بعد ساعات من حديث وزير خارجيته، مولود جاوويش أوغلو عن بدء أنقرة اتصالات دبلوماسية مع القاهرة .
ويرى مراقبون أن تلك التصريحات قد تكون جزءا من "مراجعات حتمية" قد تلجأ إليها أنقرة بعدما أثبتت التجربة فشل سياسات فرض الأمر الواقع والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ومن ثم تسعى لمهادنة محيطها ممثلا في مصر لما تشكله من تأثير واسع .
وينظر آخرون إلى تلك الخطوة باعتبار أنها طالما لم تكن مقرونة بتصرفات حقيقية على الأرض مجرد "مناورات سياسية".
ويقول موقع "أحوال" المتخصص في الشؤون التركية أن أنقرة تسعى إلى إنهاء عزتها في شرق المتوسط إذ إنها بأنها مستبعدة عن تقاسم موارد الغاز الهائلة خاصة مع إقصائها من منتدى الغاز المتوسطي الذي تترأسه مصر .
ويتابع نحو 7 آلاف من عناصر وقيادات الإخوان والموالين لهم ممن يعيشون في تركيا بقلق بالغ محاولات التقارب التي تقوم بها حكومة الرئيس التركي مع مصروتعبر جماعة الإخوان عن قلقها من التقارب المحتمل في ظل صدور أحكام قضائية نهائية ضد العديد من عناصرها المقيمة في تركيا سواء بالمؤبد أو الإعدام لضلوعهم المباشر في قضايا عنف وإرهاب .
محاولات أنقرة التقارب مع القاهرة تهدف في المقام الأول للتنسيق والتباحث حول ملفات إقليمية على رأسها الوضع في ليبيا وترسيم الحدود في المتوسط وهي ملفات حققت فيها السياسة المصرية تقدما واضحا بالتعاون مع الشركاء الإقليميين بعيدا عن أنقرة .