بعيدا عن الأجواء الاحتفالية التي أثارتها لقطات استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالعناق قبل بدء قمة العلا الخليجية فإن قطر لم تقدم سوى تنازل واحد حتى الآن وهو تنازلها عن الدعاوى القضائية التي كانت قد أقامتها ضد دول المقاطعة بتهم التمييز ضدها وهو ما كان الشرط الوحيد مقابل فتح الحدود معها .
واللافت فى هذا الأمر أن الرياض أو أي من الدول المقاطعة لقطر لم تتشبث بمطالبها الثلاثة عشر التي طرحتها منذ بداية الأزمة كشرط لإنهاء مقاطعتها للدوحة ومنها إغلاق قناة الجزيرة وتخفيف العلاقة مع إيران وقطع علاقاتها مع الحركات الإسلامية خاصة الإخوان المسلمين .
وفى ذات السياق قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها حول قرار الرياض بإنهاء الحصار الجوي والبري والبحري على دولة قطر والمستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام إن القليل تغير منذ إعلان دول الحصار مقاطعة قطر عام 2017 مما يطرح أسئلة حول ما أنجزته تلك المقاطعة وفيما إن كان الحل الذي فشل في حل الخلافات العالقة سيصمد طويلا .
الموقف القطرى يطرح أسئلة كثيرة أهمها ما الذي حققته الدول المقاطعة لقطر بعد هذه المقاطعة الطويلة ؟ وهل تمثل المصالحة انتصارا لقطر ؟ ولماذا غاب عن قمة العلا قادة بعض الدول من أطراف النزاع؟
في يونيو 2017 أعلنت الدول الأربع السعودية والبحرين ومصر والإمارات مقاطعتها لقطر ووضعت 13 شرطاً لتحقيق المصالحة وأغلقت الحدود فيما بينها وبين قطر وخرج كل منها ضد الآخر في سجال إعلامي واندفعت قطر باتجاه تقارب مع إيران وتركيا مما وضع الثقة بين الدول الأربع والدوحة في موقف حرج .