الأحد، 12 مايو 2024

قناع الإخوان للدفاع عن حقوق الإنسان
جماعة الإخوان احترفت صناعة الأكاذيب

نجحت جماعة الإخوان وحلفاؤها في إخفاء علاقتها بالمنظمات الحقوقية على مدار عدة عقود سبقت العام 2011، ولكن مع اندلاع ما يسمى بـ "الربيع العربي" مطلع ذلك العام، وما تبعه من أحداث اجتاحت الشرق الأوسط، تكشفت حقائق كثيرة وصادمة، من بينها العلاقة الوطيدة التي يحكمها التمويل والمنفعة بشكل أساسي، بين جماعة الإخوان وتلك المنظمات التي تسوق نفسها بـ"الحيادية والنزاهة"، خاصة بعد سقوط التنظيم عن الحكم في مصر العام 2013.

لم يكن غريباً على جماعة الإخوان التي تقتات على المظلومية، وتحترف صناعة القضايا بغرض كسب التعاطف، أن تستخدم المنظمات الحقوقية، كمظلة آمنة، لتحقيق هدفين أساسيين؛ الأول يتعلق بخلق دعاية كاذبة عن أوضاع حقوق الإنسان في مصر لدى المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، بهدف الضغط على النظام السياسي للبلاد، والثاني كسب تعاطف وتأييد مؤسسات المجتمع الدولي لقضية "الشرعية الإخوانية"، خاصة في ظل تصاعد وتيرة الغضب الشعبي على التنظيم بسبب تورطه في أعمال عنف وإرهاب اجتاحت البلاد عقب سقوطه سياسياً.

وبالرغم من أن جماعة الإخوان هي المسؤول الأول عن العمليات الإرهابية التي استهدفت مؤسسات مصرية، وكذلك شخصيت قضائية وعسكرية وإعلامية، خلال العشر سنوات الماضية، وثبوت ضلوع قياداتها بتمويل وتنفيذ تلك العمليات، إلا أنّ المنظمات الحقوقية التي تعمل لصالح التنظيم، عملت على مدار سنوات على ليّ الحقائق، وتصدير صورة مزيفة عن أوضاع عناصر التنظيم في مصر بغرض كسب التعاطف والتأييد، فيما تجاهلت تلك المنظمات بشكل كامل الحديث عن ملفات تتعلق بشهداء الأمن المصري، أو مقتل النائب العام هشام بركات، أو حتى استهداف الأذرع المسلحة التابعة للتنظيم الدائم للأقباط في مصر، الذي زادت وتيرته بشكل غير مسبوق عقب ثورة 30 يونيو 2013.

ويؤكد حقوقيون أنّ جماعة الإخوان استغلت منابر دولية ممولة للترويج لقضايا وهمية، وربطها بملف حقوق الإنسان في مصر للضغط على الدولة في ملفات سياسية، خاصة في الفترة ما بعد 2013، مؤكدين أنّ تلك المؤسسات تجاهلت تماماً كافة العمليات التي نفذتها أذرع الجماعة الإرهابية في مصر وفي مقدمتها، حسم، ولواء الثورة، المصنفتان إرهابيتين على قائم الإرهاب الأمريكية، على سبيل المثال.

الجماعة لم تجد أفضل من استخدام المنظمات الدولية التي تدافع عن حقوق الإنسان عن طريق شراء ذمم بعض العاملين فيها وتطويعها لخدمة الجماعة وتدليس الحقائق بنفس منهج الإخوان الملتوي بالضبط، وحتى رأينا في الفترة الأخيرة أن الإخوان نشطوا جداً في اختلاق منظمات ذات أسماء وشعارات حقوقية أو خيرية لكنها تستخدم فقط وحصرياً لخدمة أجندة الجماعة .

جماعة الإخوان احترفت صناعة الأكاذيب ولبست قناع الدين حين أرادوا خداع القواعد الشعبية في مصر من أجل تمكينهم سياسياً، ثم لبسوا قناع الوطنية حين أردوا خداع الحالمين بالديمقراطية والطامحين إلى التغيير ويلبسون الآن قناع المدافعين عن حقوق الإنسان لخداع المجتمع الدولي بإعطاء أنفسهم شرعية كاذبة للتحدث باسم المعارضة السياسية أو المجتمع المدني على أمل أن تنقذهم تلك المساعي من التوجه العالمي الحالي لتصنيفهم المستحق كتنظيم إرهابي دولي .