تستمر هيمنة فرع الإخوان المسلمين في ماليزيا على مؤسسات التعليم عبر التغلغل المخطط له داخل الأكاديمية الماليزية والمشاركة في صنع القرار السياسي.
ومرة أخرى كشف إخوان ماليزيا عن نفوذ كبير لهم في وزارة التعليم العالي عبر منح جامعة "العالمية للتجديد" التي أسسها الإخوان المصريون الهاربون في تركيا اعتماد الوزارة الماليزية دون مساءلة عن أحقية هذا الكيان المثير للريبة في الحصول على الاعتماد .
وتعدّ السيطرة على المنظومة التربوية والتعليمية هدفاً لجميع فروع جماعة الإخوان في دول العالم الإسلامي بشكل خاص، وكذلك بين المجتمعات المسلمة في الدول الغربية. وتنشط عشرات المنظمات الدينية والحزبية التي تعتنق أيديولوجيا التطرف الإخواني في ماليزيا .
وتضع السيطرة الإخوانية على التربية والتعليم ضمن أولوياتها كأداة لتكوين جيل موالٍ لها ويتخذ ذلك خطوات عديدة من بينها تأسيس كيانات تعليمية موازية واختراق الكيانات التعليمية القائمة وتوظيف القرار السياسي المركزي في ذلك.
وقال باحثون فى جماعات الإسلام السياسي أن التعليم كان له نصيب الأسد من الاختراق الإخواني لمؤسسات الدولة إذ لا يخلو برنامج لأيّ جماعة تستلهم فكر الإخوان في ماليزيا من بند يتحدث عن إعادة صياغة السياسات التربوية والتعليمية بما يتوافق مع النهج الإسلامي الذي يخدم أهداف الجماعة .
وأشار الباحثون إلى انتماء عدد كبير من أساتذة الجامعات إلى جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها فرع الإخوان المسلمين إلى جانب الحضور الإيجابي لأفكار التطرف في الدرس الأكاديمي ، وحضور الإخوان المسلمين في عملية وضع سياسات التعليم والتي تعبر عن نفسها في الحضور الأكاديمي لمؤلفات أقطاب التطرف والتكفير وعلى رأسهم حسن البنا وسيد قطب .
ومكن التعليم الموازي الجماعة من السيطرة على الجامعات من خلال أعضائها من الطلاب الذين أصبحوا ضمن الكادر التعليمي عقب تخرجهم من هذه الجامعات ، ومن بين المعاهد العليا التابعة للإخوان في ماليزيا المعهد العالمي للفكر الإسلامي والحضارة ومعهد التعليم العالمي المعروف باسم أكاديمية الإصلاح .
ويتمتع الإخوان بنفوذ قوي داخل وزارة التعليم العالي في ماليزيا ويتضح ذلك من خلال موافقتهم على اعتماد جامعة "التجديد" التي أنشأها الإخوان المصريون الهاربون إلى تركيا عام 2017 ، كما وافقت جامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا على اعتماد شهادات جامعة الإخوان .