في ظل تحركات الإخوان وتحالفاتهم المريبة في أوروبا، ينشط اليمين المتطرف على الجهة الأخرى، متذرعاً بمواجهة الإسلاموية، التي قدمت لليمين مبررات وجوده وتمدده على الساحة السياسية، خاصة في الفترة التي تسبق انتخابات البرلمان الأوروبي، المقررة في الفترة من 6 إلى 9 حزيران (يونيو) الجاري.
وعلى وجه الخصوص، يتحرك اليمين من أجل إثبات فشل الدولة في فرنسا، مستغلاً حوادث العنف والإرهاب التي ترتكب من قبل المتطرفين، وإسقاط ذلك على العرب والمسلمين
يحظى حزب الاسترداد اليميني المتطرف في فرنسا بدعم ما بين 6% إلى 8% من الناخبين الفرنسيين، بحسب استطلاعات الرأي الأخيرة. واقترح الحزب، الذي تأسس في أواخر عام 2021 على يد اليميني المتطرف إيريك زمور، سن قوانين صارمة، لحماية أوروبا من الهجرة، وحظر حرية الحركة لغير الأوروبيين.
وكردّ فعل لتحركات الإخوان، حاول حزب الاسترداد توظيف التطرف الإسلاموي، لوصم كل المسلمين بالتطرف، ويريد الحزب فرض حصار عسكري بحري في البحر المتوسط، ووضع حدود عازلة خارج الحدود الرسمية، من خلال اتفاقيات التعاون مع دول البحر المتوسط، لمكافحة الهجرة من دول شمال أفريقيا بشكل خاص.
ويتحجج اليمين الفرنسي بنفوذ الإخوان في أوروبا، ليرفض أيّ شيء قد يؤدي إلى قيام اتحاد فيدرالي أوروبي، وأيّ شكل من أشكال التعاون الاقتصادي، على غرار فرض ضرائب أوروبية موحدة، أو سندات مشتركة، كما يرفض تأسيس جيش أوروبي. ومن بين المقترحات الرئيسية إلغاء المفوضية الأوروبية، السلطة التنفيذية للاتحاد الأوروبي.
وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين قد أعلن أنّه يريد "القتال ضدّ جماعة الإخوان المسلمين"؛ بسبب ما تمثله من خطر على القيم الأوروبية
كان الإخوان سبباً رئيسياً في صعود اليمين المتطرف في إيطاليا، حيث يعيش في إيطاليا ما يقرب من (2.7) مليون مسلم، أي ما يعادل حوالي 4.9% من السكان، مستهدفين من قبل الحكومة الائتلافية الحالية بقيادة حزب إخوان إيطاليا اليميني.
ويعاني المسلمون في إيطاليا من الضغوط التي يمارسها الإخوان، عبر الجمعيات والمراكز الثقافية من جهة، وصرامة الإجراءات التي تقوم بها حكومة الائتلاف اليميني الحاكم من جهة أخرى، بداعي تقويض نفوذ الإخوان، وهيمنتهم على الجالية المسلمة، خاصّة في تورينو، التي يسيطر الإخوان على المساجد الرئيسية والجمعيات فيها.