أصدرت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء تقريرا كشفت فيه أن سلطات النظام الإيراني ترتكب انتهاكا مروعا للحق في الحياة من خلال تعمد منع السجناء المرضى من الحصول على الرعاية الطبية .
تقرير منظمة العفو الدولية المؤلف من 108 صفحات قدم تحقيقا في تفاصيل مقتل 96 شخصًا بالسجون الإيرانية على مدار الـ12 عاما الماضية .
وأكد التقرير الذي حمل عنوان "في غرفة انتظار الموت .. وفيات بسبب الحرمان من الرعاية الطبية في السجون الإيرانية" أن العدد الحقيقي لمثل هذه الوفيات في السجون الإيرانية ربما يكون أعلى من ذلك بكثير
ويحذر التقرير من خلال تقديم الوثائق من أن مسؤولي السجون متورطون أو مسؤولون عن وفاة معتقلين من خلال منع إرسالهم أو تأخير النقل الطارئ للسجناء إلى المستشفيات .
وأفادت منظمة العفو الدولية أنه في أغلب الحالات المسجلة كان السجناء المتوفون من الشباب أو في منتصف العمر وأن 23 منهم كانت أعمارهم تتراوح بين 19 و39 سنة و26 منهم تتراوح بين 40 و59 سنة .
وذكر التقرير أيضا أنه من بين 96 حالة تم التحقيق فيها توفي 64 سجينا داخل السجن ومن بين هؤلاء توفي الكثيرون في محبسهم مما يعني أنهم لم يتلقوا حتى رعاية طبية أولية في الساعات الأخيرة من حياتهم .
كما ذكرت منظمة العفو الدولية أن السجناء من الأقليات المضطهدة لديهم معدل وفيات أعلى ومن بين 96 حالة وفاة مسجلة وقعت 22 حالة في سجن أورميه حيث ينتمي معظم السجناء إلى الأقليات الكردية والتركية الأذربيجانية ووقعت 13 حالة وفاة في سجن زاهدان المركزي حيث ينتمي معظم السجناء إلى أقلية البلوش المحرومة .
وتحدث وفاة السجناء بسبب حرمانهم من الحصول على الرعاية الطبية في السجون الإيرانية بينما يحتاج بعضهم إلى رعاية طبية بسبب الأضرار البالغة التي تلحق بهم أثناء الاعتقال أو السجن .
وكانت منظمات حقوق الإنسان قد أشارت في السابق إلى حرمان السجناء المتعمد من قبل سلطات النظام الإيراني من الوصول إلى الرعاية الطبية ووصفته بأنه انتهاك جسيم لحقوق الإنسان .
يذكر أن التقرير الجديد الصادر عن منظمة العفو الدولية يتناول فقط الوفيات الناجمة عن عدم الحصول على الرعاية الطبية وقد تمت الإشارة إلى الوفيات الناتجة عن التعذيب أو استخدام الأسلحة النارية أو غيره من ضروب سوء المعاملة للسجناء بإيران في تقرير سابق من قبل المنظمة .