الأربعاء، 17 يوليو 2024

استنفار حوثي بحثا عن قارب مفقود فى البحر الأحمر
الحوثيون يفقدون التواصل مع قارب تهريب تابع لهم

تعيش ميليشيا الحوثي حالة من الاستنفار الشديد في البحر الأحمر للبحث عن قارب مفقود يحمل على متنه "كنز ثمين"؛ مما أثار التساؤلات حول طبيعة هذه الحمولة، بالإضافة إلى مدى أهمية الخبراء الأجانب الموجودين على متن القارب المختفي، فما هو هذا الكنز المفقود؟ ولماذا تسعى الميليشيا جاهدة لاستعادته؟

لليوم الثالث على التوالي، تستنفر مليشيات الحوثي مجاميعها ودورياتها ومسيراتها الاستطلاعية في البحر الأحمر بحثًا عن قارب مفقود كان من المقرر أن يصل إلى الحديدة.

وكشفت مصادر يمنية مطلعة في الحديدة وصنعاء، أن هذا القارب كان في مهمة تهريب عبر طريق بحري معتاد من دول القرن الأفريقي إلى سواحل محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

وأضافت المصادر، أن القارب كان يحمل على متنه خبراء أجانب وشحنة مواد عسكرية تُستخدم في صناعة الصواريخ ومواد خاصة بصناعة المتفجرات.

وكان من المقرر وصول القارب يوم الجمعة الماضي، إلا أن الاتصال به انقطع منذ أول أمس السبت، أثار هذا الانقطاع قلقًا كبيرًا داخل صفوف المليشيات الحوثية ودفعها إلى عقد اجتماع خاص في صنعاء، شارك فيه خبراء إيرانيون وقيادات حوثية أمنية لمناقشة تقرير حول فقدان القارب.

وصف الاجتماع الشحنة العسكرية على متن القارب بـ"المهمة"، وأكد أن الخبراء الذين كانوا على متنه هم عسكريون من جنسيات غير يمنية.

وأكد مصدر مطلع، أن الاحتمالات تركزت حول أسباب فقدان القارب على تعرضه لاستهداف من قبل القوات الأمريكية أو قوات "حارس الازدهار" متعددة الجنسيات، أو القوات الأوروبية المتواجدة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، إلا أن هذه الاحتمالات لم تؤكد، إلا أن معظم قيادات ميليشيا الحوثي تعتقد أن القارب سقط في قبضة القوات الأمريكية .

لم تكتف المليشيات الحوثية بالاجتماع فقط، بل استنفرت ما يُسمى بـ"القوات البحرية" واستخدمت المسيرات الاستطلاعية للبحث عن القارب.

كما حركت عددًا كبيرًا من قوارب الصيادين للقيام بدوريات بحرية للبحث عن القارب في البحر الأحمر، زاد من قلق الحوثيين عدم إعلان القوات الدولية العاملة في المنطقة عن أي عملية استهداف للقارب، مما جعل مصير القارب مجهولًا حتى الآن.

في السياق ذاته، أكدت المصادر أن ميليشيا الحوثي تشعر بقلق بالغ من احتمال وقوع القارب المفقود في يد القوات الأمريكية، وهو ما قد يعرض خططهم وأسرارهم العسكرية للخطر.

وتابع المصدر، يأتي هذا القلق في ظل تكثيف الولايات المتحدة جهودها في المنطقة لمراقبة وضبط شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة إلى الحوثيين. إذ من شأن ضبط القارب المفقود بما يحمله من مواد عسكرية وخبراء أجانب أن يقدم للقوات الأمريكية معلومات قيمة حول شبكات التهريب والأساليب التي تتبعها إيران لتزويد الحوثيين بالأسلحة.

هذا السيناريو المقلق دفع الحوثيين إلى الاستنفار والتعبئة السريعة للبحث عن القارب قبل أن يتمكن الأمريكيون من العثور عليه.

وأضاف المصدر، إذ يمكن للمعلومات التي يحتويها القارب أن تؤدي إلى كشف مسارات التهريب وتعطيلها، مما يشكل ضربة قوية للقدرات العسكرية للحوثيين. كما أن القبض على الخبراء الأجانب الذين كانوا على متن القارب قد يفضي إلى الحصول على اعترافات وتفاصيل حساسة عن التعاون العسكري بين الحوثيين وإيران.

تضافرت جهود الميليشيات مع الخبراء الإيرانيين في الحرس الثوري، المتواجدين بين الحديدة وصنعاء، للبحث المكثف عن القارب، مما يعكس مدى القلق والخوف من وقوعه في الأيدي الخطأ. وبالرغم من أن الاحتمالات ما تزال غير مؤكدة، إلا أن الحوثيين لا يدخرون جهداً في محاولة استعادة القارب وحماية أسرارهم العسكرية.