خلال 20 عاماً ملأ الأخواني الليبي علي محمد الصلابي المكتبة العربية بعشرات المؤلفات في التاريخ الإسلامي رغم أنّه لم يحصل على درجة علمية في تخصص التاريخ من إحدى الكليات المرموقة بل كان تخصصه في العلوم الدينية التي انطلق منها للتأليف في التاريخ .
والصلابي هو أحد أبرز رجالات الإخوان المسلمين الذين تصدوا للكتابة في التاريخ غزير الإنتاج معدوم الجدة لا يملك خشية الباحث من الخطأ فيكفيه أن يستغل اسم الإسلام لينال المصداقية ووراءه جماعة كبيرة وماكينات إعلامية ضخمة ودور نشر بالمئات صنعوا منه مؤرخاً .
يقول الباحث في التاريخ الإسلامي، ومؤلف كتاب "الدعوة الإسماعيلية في مصر"، الذي كان رسالته في الماجستير من جامعة القاهرة، حسن حافظ، بأنّ الصلابي لا يعتمد على منهج من مناهج الكتابة التاريخية، وهو صاحب أداة لتخريب وإفساد الكتابة التاريخية.
وأوضح حافظ بأنّ ما يفعله الصلابي هو مجموعة من الجرائم في حق الكتابة التاريخية والمنهج التاريخي وعلم التاريخ؛ كونه مشبعاً بأفكار جماعة الإخوان المسلمين التي تقوم على اختلاق تاريخ، ليس له علاقة بما جرى على أرض الواقع من أحداث تاريخية.
ولفت إلى أنّ الصلابي يختصر الأحداث التاريخية في رواية واحدة، بلا اشتباك أو محاولة لتحليل الأحداث السياسية والثقافية، ويعتمد على التفسير الديني من أجل تصوير الأشخاص المحسوبين على المذهب الرسمي للإسلام (مذهب السلطة) في صور مثالية، من وجهة نظر المدرسة الإخوانية في تشويه التاريخ، مقابل تشويه أي خصم تاريخي لهذه المنظومة الفكرية.