تسعى تركيا لفتح آفاق جديدة من خلال التواصل مع دول المنطقة الإمارات والسعودية ومصر وغيرهم بعد الأخطاء العديدة التي وقعت فيها حكومة أردوغان بضم الأطراف والجماعات المتطرفة لديها وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين .
وتشهد العلاقات الإماراتية التركية مؤخرا تحسنا ملحوظا وخاصة بعد المكالمة الهاتفية التي أجريت بين أردوغان والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي والتي أيضا أعقبت اجتماعا مفاجئا بين أردوغان ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان .
هذا بالإضافة إلى إجراء مباحثات لضخ استثمارات إماراتية في تركيا بمليارات الدولارات منذ شهور ، حيث أكدت تقارير أن صناديق الاستثمارات التركية تتطلع للعمل مع جهاز أبوظبي للاستثمار أو ADIA وهو أكبر صندوق ثروة في الإمارة والذي جمعت أصوله نحو 686 مليار دولار .
ونتيجة لتلك التحركات بين البلدين شهدت جماعة الإخوان حالة من الاضطرابات الشديدة وساد الارتباك داخل العناصر الهاربة في تركيا وهو ما يؤكد أن جماعة الإخوان أصبحت مطاردة في كل الدول حتى من كان قريبا وداعما لهم ، كما أن تلك الاستثمارات كانت بمثابة صفعة قوية للإخوان في ظل التحول الجديد في العلاقات الإماراتية التركية ولهث أنقرة تجاه أبو ظبي .
وبسبب فتح قنوات التواصل بين تركيا والإمارات اتخذت أنقرة قرارات سريعة بالإطاحة بكل رموز الإخوان من على أراضيها وتحجيم أنشطة الجماعة الإرهابية بشكل كبير وغلق العديد من المنصات الإعلامية الإخوانية التي كانت تبث من تركيا من أجل الحفاظ على التقارب مع الإمارات الذي سينعكس بإنعاش الاقتصاد التركي المنهار منذ أعوام ويعاني من تدهور ضخم بمختلف المجالات .
ويرى محللون أن تقدم مناقشات الاستثمار دليلاً آخر على حدوث تحول في العلاقات بين البلدين اللذين كانا على خلاف طوال العقد الماضي حول كل شيء من الحركات الإسلامية إلى الصراعات في سوريا وليبيا ، وقد تؤدي الصفقات المحتملة إلى إحياء خط أنابيب استثماري تعثر وسط توترات طويلة الأمد ناجمة عن دعم تركيا لجماعة الإخوان .