مرة أخرى يضرب الإرهاب موعدا في تونس ليستهدف القوات العسكرية عبر أربع ضحايا جدد يسقطون نتيجة انفجار لغم في منحنيات جبل مغيلة الواقع بمحافظة القصرين الحدودية .
عودة النشاط الإرهابي في تونس يربطها العديد من المتابعين بالعملية السياسية المعقدة بعد 10سنوات من حكم الإخوان الذي أوصل البلاد إلى أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية ، وأكد محللون أن إخوان تونس الذين تدفقوا منذ نحو عقد من الزمن قادمين من المنافي والسجون سمموا البلاد بفكرهم المتطرف وحولوها لحاضنة إرهاب عابر للحدود .
وشهدت البلاد أكثر من 50 عملية إرهابية دامية طيلة السنوات الماضية ، كما تم تفكيك قرابة 320 خلية إرهابية تنشط ميدانيا في الجبال وعلى شبكات التواصل الاجتماعي وتتمركز التنظيمات الإرهابية في تونس طيلة 10 سنوات بالجبال الغربية (الشعانبي والسلوم وسمامة) وتتبع تنظيمي القاعدة وداعش .
ويعيد العديد من الخبراء في تونس انتشار الظاهرة الإرهابية طيلة 10سنوات إلى الخطاب الإخواني ذي الطابع التكفيري والذي كان سببا في زرع ثقافة الموت لدى فئات واسعة من الشباب .
الإخوان متهمون من قبل هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي بامتلاك جهاز سري يمثل أداة تواصل بين حزب النهضة والجماعات الإرهابية هدفه تصفية الخصوم وإرهاب المؤسستين الأمنية والعسكرية ومحاولة اختراقهما .
ويرى المحامي التونسي فريد التائب أن 10 سنوات من خطاب التكفيريين في تونس عزز وجود الخلايا الإرهابية التي حدد عددها وزير الداخلية المقال توفيق شرف الدين بـ38 خلية ، معتبرا أن حكم الإخوان تساهل مع هذه الجماعات منذ وصوله للسلطة وجعلها ذراعه العنيف في مواجهة الأطراف المناهضة لحزب النهضة .
وتتطابق التحليلات في تونس التي تربط بين الحاضنة الإخوانية للإرهاب والارتباط العضوي بينهما وتجسدت في خطابات زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي عندما هدد في آخر ظهور إعلامي له التونسيين بإما القبول بالحركة وإما دفع البلاد إلى الاقتتال الداخلي وكأنه يعلن بذلك الحرب على التونسيين جميعا .