يستهدف النظام الإيراني كعادته الصحفيين حيث ألقى القبض على العشرات منهم خلال الشهور الماضية ووجهت إليهم تهم نشر أخبار كاذبة والتجسس لصالح جهات أجنبية ، فيما نشر اتحاد الصحفيين الإيرانيين قائمة نهائية تشمل 35 صحفياً تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات في إيران وما زالوا رهن الاعتقال .
ومنذ اندلاع الانتفاضة الشعبية الإيرانية ووفق تقارير رسمية وغير رسمية اعتقلت إيران نحو 70 صحفياً أفرج عن نصفهم تقريباً بكفالة بحسب تقرير صادر عن لجنة المتابعة النقابية لأوضاع الصحفيين المحتجزين ، مضيفا أنه تم أيضا استدعاء عشرات الصحفيين للتحقيق .
وتضمن التقرير أسماء وأوقات ومواقع بعض الصحفيين الإيرانيين عندما لم تسمح السلطات للنقابة بالتواصل مع بعض المعتقلين الذين أعلنوا دعمهم للاحتجاجات وانتقدت هذه الأصوات البيان الصادر عن وزارة المخابرات الإيرانية ومكتب استخبارات الحرس الثوري أواخر الشهر الماضي بشأن الأحداث الأخيرة .
واتهمت السلطات مراسلين إعلاميين إيرانيين معروفين بأنهما "عملاء" في الخارج بعد نشرهم مقالات دعم للاحتجاجات تحمل صورة مهسا أميني التي قتلت على يد "شرطة الأخلاق الإيرانية حيث اتُهمت مراسلة بأنها أول من نشر صورة لمهسا أميني ، فيما اتهمت أخرى بأنها أول من أعد قصة إخبارية حول الموضوع والاحتجاجات .
من جانبها أعلنت منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها السنوي أن عدد الصحفيين المسجونين في جميع أنحاء العالم سيصل إلى مستوى قياسي بلغ 533 في عام 2022 ، مشيرة إلى أن إيران اعتقلت العديد من الصحفيين منذ بدء المظاهرات في سبتمبر .
وبحسب المنظمة فأن إيران هي الدولة الوحيدة التي أضيفت إلى "القائمة السوداء" هذا العام حيث سجنت طهران صحفيين وإعلاميين في فترة غير مسبوقة استمرت 20 عاما مع سحق حركة الاحتجاج المستمرة في البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من اعتقالها في 16 سبتمبر لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.
ومنذ بداية الاحتجاجات في إيران على خلفية وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني صاحبة الـ 22 عامًا على يد عناصر شرطة الأخلاق بسبب عدم التزامها بارتداء الحجاب بالشكل الصحيح والمناسب من وجهة نظر النظام الإيراني ويتعامل النظام بعنف وقسوة غير مسبوقة في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات التي استمرت فترة تفوق توقعات النظام الإيراني، وتنوعت وسائل القمع بين ضرب وخطف واعتقال إلى قتل في الشوارع وأحكام إعدام دون محاكمات عادلة .