الاثنين، 4 أبريل 2022

لبنان يشهر إفلاسه

أعلن نائب رئيس الوزراء اللبناني سعادة الشامي الأحد أن الدولة ومصرف لبنان المركزي مفلسان ، مبينا أن تلك الخسائر ستوزع على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين.

ولم يصدر أي تعقيب رسمي آخر على تصريحات الشامي التي تؤشر إلى أزمة مالية واقتصادية أعمق في لبنان وقد تؤدي إلى خلافات حادة بين المودعين والمصارف .

فيما تحمل قوى سياسية جماعة حزب الله الموالية لايران مسؤولية استفحال الازمة الإقتصادية في البلاد بسبب دوره في الإساءة الى شركاء اقتصاديين تقليديين لبيروت خاصة دول الخليج .

ويرتبط حزب الله بالأزمة الاقتصادية المركبة في لبنان من عدة نواح فهو أولا يشكل جزء من الطبقة السياسية الحاكمة ويعد الطرف الأكثر نفوذا في السلطة التي يصفها الحراك اللبناني بالفاسدة والسارقة والتي أوصلت البلاد الى وضعها الحالي .

ثانيا يعتبر الحزب اليوم أحد الأطراف الأساسية التي تحول دون انهيار النظام ويتهم بالمشاركة عبر مناصرين له في قمع اللبنانيين المنتفضين بوجه تلك المنظومة والطبقة السياسية الحاكمة المسؤولة عن الأزمة . 

ثالثا يعد حزب الله وبفعل أنشطته العنفية وأجندته الخارجية الموسعة والعقوبات الدولية المتزايدة عليه السبب الأبرز في حرمان لبنان من الدعم الخليجي والأجبني ومن قروض المؤسسات الدولية التي من الممكن أن تساعد البلاد على ألتقاط أنفاسها باعتبار أن دعم لبنان ماليا في ظل هيمنة حزب الله على دولة هشة وفاشلة هو دعم للحزب نفسه ومن خلفه إيران . 

ويضاف الى ما سبق التأثير السلبي التراكمي الذي تسبب به وجود حزب طائفى بهذه الطبيعة وبهذا النفوذ على الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان والإضرار بمصالحه الاقتصادية وقطاعاته الرئيسية ولا سيما قطاعي السياحة والمصارف .

ومنذ نحو عامين تفرض مصارف لبنان قيوداً على أموال المودعين بالعملة الأجنبية لا سيما الدولار الأميركي وتضع سقوفا قاسية على سحب الأموال بالليرة اللبنانية حسب قيمة الوديعة والمصرف وذلك على إثر أزمة اقتصادية ومالية حادة .

وكانت قيمة الليرة مقابل الدولار مستقرة لأكثر من ربع قرن عند حدود 1515، إلا أنها تدهورت تدريجيا منذ أواخر 2019 متأثرة بأزمة اقتصادية حادة تعصف بالبلاد إلى متوسط 23 ألفا حاليا .

ومنذ عامين يعاني لبنان أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية أدت إلى انهيار مالي فضلا عن خسائر مادية كبيرة تكبدها الجهاز المصرفي تقدرها الحكومة بنحو 69 مليار دولار ويلقي خبراء اللوم على الأحزاب السياسية اللبنانية والنفوذ الإيراني من خلال حزب الله بالتسبب فيما آلت إليه الأمور من انهيار سياسي واقتصادي في لبنان .