شهدت الأيام الماضية تصاعدا حادا في مطالب الشعب السوداني بتصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا وذلك بعد تورط الجماعة في هجوم عنيف نفذه عناصر تابعون لها على دار نقابة المحامين بالخرطوم أثناء انعقاد ورشة لمناقشة إطار دستوري للمرحلة الانتقالية .
وآثار الهجوم مخاوف محلية ودولية كبيرة وأعاد للأذهان سجل التنظيم الطويل في دعم الإرهاب وتورطه في أعمال دموية سقط بسببها آلاف الضحايا داخل وخارج السودان خلال الأعوام الثلاثين التي حكموا فيها البلاد مما أدى لوضع السودان على قائمة البلدان الراعية للإرهاب لنحو 27 عاما تكبد اقتصاد البلاد خلالها خسائر قدرت ب 700 مليار دولار قبل أن يرفع اسم البلاد من القائمة بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظامهم في أبريل 2019 .
ونبهت حادثة الاعتداء على دار المحامين إلى خطورة مسلك التنظيم وإمكانية تهديده لاستقرار السودان ، وفيما عبر العديد من السودانيون عن غضبهم الشديد حيال استمرار السلوك الإرهابي للتنظيم استنكرت دول الترويكا "النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية" مسلك المجموعة التي نفذت الاعتداء واعتبرت أنها تقف ضد التحول المدني السلمي .
ويرى محللون إن تنظيم الإخوان الإرهابي في السودان كان سببا رئيسيا في أن تكون دولة السودان على قوائم الإرهاب في بعض من الدول ، بالإضافة إلى أن الدولة السودانية كانت في عزلة بعيدا عن باقي الدول العربية والعالمية وهو ما أثَّر بشكل سلبي اقتصادياً وسياسياً .
وأضافت التحليلات أن مطالبات تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية هي خطوة في الطريق الصحيح وأن السودان عانت لسنوات طويلة من حكم الإخوان إلى أن أصبحت دولة معزولة ومنبوذة عالمياً ومكبلة بالديون على المستوى الاقتصادي ولكن الوجه القبيح للإخوان عاد مجددا وظهر واضحا في الهجوم على نقابة المحامين في الخرطوم .
وفى السياق ذاته يقول أحد المتخصصين في شئون الجماعات الإرهابية إنه رغم الإطاحة بحكم جماعة الإخوان في السودان منذ سنوات تبقى الجماعة تمارس نشاطها بل وتواصل تنفيذ مخططاتها العبثية في البلاد من خلال امتلاك شبكة كبيرة في السودان تنفذ مخططات تلك الجماعات التي تأخذ أوامرها من التنظيم الدولي للإخوان .
وتابع المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية فى تصريحات لوسائل الإعلام أن مطالبات تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي ترجع لأن أغلب القوى السياسية والشعبية السودانية لا توافق على وجود تلك الجماعة الإخوانية في المشهد مرة أخرى، لافتًا أن الإخوان هم من دعموا كل حركات الإرهاب والتطرف في العالم وأصبحت تلك الجماعة منبوذة عربيا ودوليا .
وبدا تنظيم الإخوان في الظهور بالسودان أواخر أربعينيات القرن الماضي في شكل شبكات صغيرة ومحدودة لكن سرعان ما وسع قاعدته وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم ومنذ نشوئه في 1949 غير مسمياته عدة مرات فمن حركة التحرير الإسلامي تحول لتنظيم الإخوان ثم جبهة الميثاق ثم الجبهة الإسلامية وأخيرا المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي في تسعينيات القرن الماضي .