الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

الصراع فى ليبيا قد يتحول الى حرب شاملة
تشهد ليبيا اشتباكات دامية في طرابلس تهدد باندلاع حرب شاملة

حذرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من حالة التناحر التى تشهدها العاصمة الليبية طرابلس في أسوأ مشاهد تحدث منذ عامين حيث تسبب القتال في قصف عشوائي متوسط وثقيل في أحياء آهلة بالمدنيين في طرابلس ، ودعت البعثة إلى وقف فوري لإطلاق النار ودعت جميع الأطراف في ليبيا إلى الامتناع عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف . 

ووقعت الاشتباكات بين ميليشيا لواء ثوار طرابلس بقيادة هيثم تاجوري ضد ميليشيا أخرى متحالفة مع عبدالغني الككلي أحد أمراء الحرب سيئ السمعة المعروف باسم "غنيوة" بحسب وسائل إعلام محلية .

وفي وقت لاحق يوم السبت انضم المزيد من الميليشيات إلى القتال الذي انتشر في مناطق متفرقة بالعاصمة وادعت حكومة رئيس الوزراء عبدالحميد دبيبة ومقرها طرابلس أن الاشتباكات اندلعت عندما أطلقت إحدى الميليشيات النار على أخرى ، ومع ذلك فإن القتال هو على الأرجح جزء من الصراع المستمر على السلطة بين الدبيبة ومنافسه رئيس الوزراء فتحي باشاغا الذي يعمل من مدينة سرت الساحلية .

وأكد شهود عيان أن القوات المتحالفة مع الحكومة المدعومة من البرلمان الليبي تحركت في المدينة لمحاولة الاستيلاء على السلطة وقالت وزارة الصحة إن 23 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 140 آخرون .

وأضافت أنه تم إجلاء 64 عائلة من المناطق المحيطة بالقتال وتسبب العنف في حالة من الذعر بين سكان طرابلس وأظهرت لقطات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي منازل ومنشآت حكومية ومركبات تضررت إثر الاشتباكات الحادة، كما أظهرت لقطات أخرى انتشار الميليشيات وتبادل إطلاق النار بكثافة في سماء الليل.

وقال شهود عيان إن الاشتباكات اندلعت خلال الليل عندما هاجمت إحدى الجماعات المسلحة في طرابلس قاعدة أخرى تحت سيطرة أخرى lما أدى إلى ساعات من إطلاق النار والانفجارات واشتد القتال في وقت لاحق صباح السبت بنيران أسلحة خفيفة ومدافع رشاشة ثقيلة وقذائف مورتر منتشرة في مناطق وسط متفرقة وارتفعت أعمدة من الدخان الأسود عبر أفق طرابلس وترددت أصداء إطلاق نار وانفجارات في الهواء .

في السياق ذاته أكد عدد من شهود العيان الذين يعملون في منطقة الاشتباكات أن الصراع بدأ في جنزور على الطريق الساحلي غرب طرابلس وهو نقطة وصول محتملة لبعض القوات المتحالفة مع باشاغا ، وأكد شاهد عيان أن قافلة مؤلفة من أكثر من 300 سيارة تابعة لباشاغا انطلقت من زليتن على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي طرابلس على طول الطريق الساحلي حيث يقيم باشاغا منذ أسابيع في مصراتة بالقرب من زليتن .

وإلى الجنوب من طرابلس انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يزعم أنه يظهر قوات قائد آخر متحالف مع باشاغا تدخل منطقة أبو سليم ، وقال شهود بالقرب من أبو سليم إن المنطقة شهدت إطلاق نار كثيف وتعرضت عدة مستشفيات ومراكز صحية للقصف أيضا .

مراقبون أكدوا أن القتال المستمر في المدينة قد يتحول إلى حرب شاملة خلال عامين من حالة السلام الذي أدى إلى عملية سياسية فاشلة تهدف لإجراء انتخابات وطنية وقد دارت المواجهة المستمرة منذ أشهر على السلطة في ليبيا بين حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها بقيادة عبدالحميد دبيبة ضد منافسة تحت قيادة فتحي باشاغا يدعمها البرلمان الشرقي .

الخميس، 24 فبراير 2022

قطر وتركيا .. ثنائي دعم الإرهاب والتخريب في ليبيا

تشهد مناطق غرب ليبيا خاصة العاصمة طرابلس توترا أمنيا ملحوظا بعد إعلان رئيس حكومة تسيير الأعمال المنتهية ولايته عبدالحميد الدبيبة تمسكه بالسلطة ورفضه تسليمها لحكومة فتحي باشاغا الذي سماه مجلس النواب في جلسته 10 فبراير الجاري .

ويتخوف بعض المراقبين للملف الليبي من أن رفض الدبيبة لتسليم السلطة والحشد العسكري الذي يجهزه في العاصمة قد يدفع نحو اشتباكات عنيفة والعودة إلى المربع الأول أو حدوث انقسام وأن تكون هنالك حكومتان متوازيتان في البلاد .

أما المفاجأة الكبرى بالنسبة للكثيرين فتتمثل في حصول "خارطة الطريق" التي أدت لتكليف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة على دعم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا وهو ما دفع الدبيبة إلى انتقاد هذا التقارب علانية ورفضه لتسليم مهامه إلا لسلطة منتخبة ، متهماً الإخوان بالتحالف مع قيادة الجيش الوطني لاختيار سلطة موازية من أجل الحكم والمال والاستيلاء على الشرعية .

ويزداد المشهد الليبي تعقيدا بعد تبيان المواقف المحلية تجاه "باشاغا" وخاصة تصعيد جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان التي تطمح للاستمرار في السيطرة على مفاصل الدولة حيث خلقت شرخا في المجلس الأعلى للدولة .

وتثير خطوة اختيار "باشاغا" العديد من التساؤلات حول شخصية وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني التي قادها فايز السراج والمعروفة بميولها للميليشيات الإخوانية وفتحها الطريق أمام التدخل العسكري التركي في الأراضي الليبية .

وفي نفس الوقت فإن الأعضاء المتحكمة في مجلس الدولة والتابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي تعرقل الذهاب لتنصيب فتحي باشاغا الذى يسعى فى نفس الوقت لكسب رضا القيادة العامة للجيش الليبى من خلال التشكيل الحكومى الجديد .

ويتكون مجلس الدولة من أعضاء البرلمان السابق الذي أسقطه الليبيون في انتخابات 2012 وتم تنصيبه من المجتمع الدولي في بداية 2016 وحولته جماعة الإخوان لكيان مواز لمجلس النواب وتحول لمعرقل للمسار السياسي وتسبب في إفشال الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر الماضي .

وحول ميول "باشاجا" لجماعة الإخوان الإرهابية يرى محللون أنه رغم ما يثار حول علاقات وزير الداخلية السابق بتركيا وما إذا كان ينتمى لأحزاب الإخوان أم لا فالجماعة في ليبيا لها أحزاب عدة تحمل نفس التوجه خاصة بعدما تفككت إلى أكثر من حزب سياسي وحصلت على تراخيص بحكم قانون الأحزاب في ليبيا .

ويسعى رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاجا للانتهاء من التشكيلة الوزارية قبل عقد الجلسة المرتقبة إلا أنه لم يكشف بعد عما آلت إليه المفاوضات التي يجريها في معظم أنحاء ليبيا ، فيما يرفض رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة إلى الحكومة الجديدة عاقدا العزم على الاستمرار حتى إجراء انتخابات بحلول يونيو المقبل .

وفى النهاية فأن استمرار الصراع الجهوى فى ليبيا لن يقود إلى منتصر أو فائز سوى قطر وتركيا وهى الدول المتدخلة بالشأن الليبي ومن ورائهما جماعة الإخوان التي تتزايد أطماعها ونفوذها بالبلاد وباتت تفرض حلولا تعمق الانقسامات من أجل السيطرة على الحكومة الإنتقالية القادمة .







الأربعاء، 17 فبراير 2021

مآرب الإخوان الإرهابية فى ليبيا




مع إعلان البعثة الأممية في ليبيا فوز قائمة محمد المنفي برئاسة السلطة التنفيذية المؤقتة ضمن مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي لتقود البلاد إلى حين إجراء الانتخابات العامة أواخر هذا العام الجارى ، يأمل الشعب الليبي أن يكون هذا الإعلان بداية لطريق الاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في السلام والبناء والرخاء .

ومن المقرر بعد تشكيل الحكومة الليبية الجديدة أن يتم عرضها على البرلمان من أجل نيل الثقة وذلك في إطار القرارات المتخذة في الحوار السياسي في جنيف ، لكن أطماع السياسيين ساعدت في الترويج لفكرة الانقسام فى الداخل الليبى عندما تحول مجلس الدولة الخاضع لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية إلى مؤسسة تشريعية تنطق باسم المنطقة الغربية رغم أن مهمته الأصلية استشارية بالأساس .


وفى المقابل دعا مجلس النواب الليبي الحكومة لضرورة الالتزام بإجراء الانتخابات في الموعد المحدد بتاريخ 24 ديسمبر المقبل والتأكيد على أن منح الثقة للحكومة الجديدة حق أصيل لمجلس النواب دون غيره طبقاً للإعلان الدستوري .

وطالب مجلس النواب الليبي الحكومة الجديدة بضرورة حصول الأقاليم الثلاثة على حقوقها دون تهميش لأي مكان من ليبيا وأن تعمل الحكومة على خروج القوات الأجنبية والمرتزقة بأسرع وقت ممكن ، مشددا على ضرورة أن تعمل الحكومة الجديدة من مدينة سرت وسط ليبيا بحيث يستطيع الجميع القدوم إليها ، والاتفاق على عقد جلسة خاصة بمدينة سرت لمناقشة منح الثقة للحكومة بعد موافقة اللجنة العسكرية .

وفي الوقت الذي يتجه فيه الليبيون للحل السياسى ونبذ الصراع العسكرى أقدمت قوى إقليمية مثل قطر وتركيا على التدخل في الشأن الليبي بارسال ميليشيات مأجورة لدعم أطراف بعينها في الصراع الليبي/ الليبي سعيا للنفوذ والهيمنة .

ويرى محللون أن الرابح الوحيد في الأمر هو تيار الإسلام السياسي المدعوم من تركيا الذي سيطر على عدة مفاصل من مفاصل الدولة الليبية حتى ينفذ الأجندة الدولية لجماعة الإخوان المسلمين خاصة بعد أن فشل في العديد من الدول ، مؤكدين أن جماعة الإخوان الإرهابية تنفذ توجه تركيا نحو التواجد في شمال أفريقيا وأن هذا المخطط هو ما تعمل من أجل هذه التيارات المتطرفة .

وأشارت تقارير الى تواجد آلاف الجنود الأتراك في ليبيا يعيق تحقيق التقدمات السياسية و يثير الجدل بشأن نجاح السلطة التنفيذية الموحدة الجديدة في إنهاء المرحلة الانتقالية برعاية ومراقبة من قبل الأمم المتحدة .

وفى الوقت ذاته حذر عدد من الخبراء من محاولة تقويض جهود البعثة الأممية لإنهاء الأزمة في ليبيا بسبب التدخل التركى في ليبيا ، لافتين  إلى أن هدف أنقرة العام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو تقسيم الدول إلى مناطق نفوذ ثم تصدير الأسلحة والمرتزقة مع تقسيم الغنائم وتجاهل السكان المحليين .